والمزاج: ما يمزج به، أي: يخلط. يقال: مزجه يمزجه مزجا، أي: خلطه يخلطه خلطا. قال [ ص: 600 ] حسان:
4441- كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
فالمزاج كالقوام، اسم لما يقام به الشيء. والكافور: طيب معروف، وكأن اشتقاقه من الكفر وهو الستر; لأنه يغطي الأشياء برائحته. والكافور أيضا: كمام الشجر التي تغطي ثمرتها. ومفعول "يشربون": إما محذوف، أي: يعني: يشربون ماء أو خمرا من كأس، وإما مذكور وهو "عينا" كما تقدم، وإما "من كأس" و"من" مزيدة فيه، وهذا يتمشى عند الكوفيين والأخفش.
وقال : "فإن قلت: لم وصل فعل الشرب بحرف الابتداء أولا وبحرف الإلصاق آخرا؟ قلت: لأن الكأس مبدأ شربه وأول غايته، وأما العين فبها يمزجون شرابهم، فكأن المعنى: يشرب عباد الله بها الخمر كما تقول: شربت الماء بالعسل". الزمخشري
قوله: يشرب بها في الباء أوجه، أحدها: أنها مزيدة، أي: يشربها، ويدل له قراءة "يشربها" معدى إلى الضمير بنفسه. الثاني: أنها بمعنى "من". الثالث: أنها حالية، أي: ممزوجة بها. الرابع: أنها متعلقة بـ "يشرب". والضمير يعود على الكأس، أي: يشربون العين بتلك الكأس، والباء للإلصاق، كما تقدم في قول ابن أبي عبلة الخامس: أنه على تضمين "يشربون" معنى: يلتذون بها شاربين. السادس: على تضمينه معنى "يروى"، أي يروى بها عباد الله. وكهذه الآية في [ ص: 601 ] بعض الأوجه قول الزمخشري. الهذلي:
4442- شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
فهذه تحتمل الزيادة، وتحتمل أن تكون بمعنى "من". والجملة من قوله "يشرب بها" في محل نصب صفة لـ "عينا" إن جعلنا الضمير في "بها" عائدا على "عينا" ولم نجعله مفسرا لناصب، كما قاله . وقرأ أبو البقاء "قافورا" بالقاف بدل الكاف، وهذا من التعاقب بين الحرفين كقولهم: "عربي قح وكح". و"يفجرونها" في موضع الحال. عبد الله