آ . (36) قوله : أن يكون : هو اسم كان . والخبر الجار متقدم . وقوله : إذا قضى الله يجوز أن يكون محض ظرف معموله الاستقرار الذي تعلق به الخبر أي : وما كان مستقرا لمؤمن ولا مؤمنة وقت قضاء الله كون خيرة ، وأن تكون شرطية ، ويكون جوابها مقدرا مدلولا عليه بالنفي المتقدم .
وقرأ الكوفيون " يكون " بالياء من أسفل ; لأن " الخيرة " مجازي التأنيث ، وللفصل أيضا . والباقون بالتاء من فوق مراعاة للفظها . وقد تقدم أن الخيرة مصدر تخير كالطيرة من تطير . ونقل وهشام عيسى بن سليمان أنه قرئ " الخيرة " . بسكون الياء . و " من أمرهم " حال من " الخيرة " وقيل : " من " بمعنى في . وجمع الضمير في " أمرهم " وما بعده ; لأن المراد بالمؤمن والمؤمنة الجنس . وغلب المذكر على المؤنث . وقال : " كان من حق [ ص: 125 ] الضمير أن يوحد كما تقول : ما جاءني من رجل ولا امرأة ، إلا كان من شأنه كذا " . قال الشيخ : " وليس بصحيح ; لأن العطف بالواو فلا يجوز ذلك إلا بتأويل الحذف " .
الزمخشري