آ . (108) قوله تعالى : عطاء نصب على المصدر المؤكد من معنى الجملة قبله ؛ لأن قوله : " ففي الجنة خالدين " يقتضي إعطاء وإنعاما فكأنه قيل : يعطيهم عطاء ، وعطاء اسم مصدر ، والمصدر في الحقيقة الإعطاء [ ص: 395 ] على الإفعال ، أو يكون مصدرا على حذف الزوائد كقوله : أنبتكم من الأرض نباتا ، أو هو منصوب بمقدر موافق له ، أي : فنبتم نباتا ، وكذلك هنا يقال : عطوت بمعنى تناولت .
و " غير مجذوذ " نعته . والمجذوذ : المقطوع ، ويقال لفتات الذهب والفضة والحجارة : " جذاذ " من ذلك ، وهو قريب من الجد بالمهملة في المعنى ، إلا أن جعل جد بالمهملة بمعنى قطع الأرض المستوية ، ومنه " جد في سيره يجد جدا " ، ثم قال : " وتصور من جددت [الأرض] القطع المجرد فقيل : جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح ، وثوب جديد أصله المقطوع ، ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه " . والظاهر أن المادتين متقاربتان في المعنى ، وقد ذكرت لهما نظائر نحو : عتا وعثا وكثب وكتب . الراغب