وقرأ الأخوان وحفص " سعدوا " بضم السين ، والباقون بفتحها ، [ ص: 389 ] الأولى من قولهم " سعده الله " ، أي : أسعده ، حكى عن الفراء هذيل أنها تقول : سعده الله بمعنى أسعد . وقال الجوهري : " سعد فهو سعيد كسلم فهو سليم ، وسعد فهو مسعود " . وقال ابن القشيري : " ورد سعده الله فهو مسعود ، وأسعده فهو مسعد " . وقيل : يقال : سعده وأسعده فهو مسعود ، استغنوا باسم مفعول الثلاثي . وحكي عن أنه قال : " هما لغتان بمعنى " ، يعني فعل وأفعل ، وقال الكسائي : " يقال : سعد الرجل كما يقال جن " . وقيل : سعده لغة . أبو عمرو بن العلاء
وقد ضعف جماعة قراءة الأخوين ، قال المهدوي : من قرأ " سعدوا " فهو محمول على مسعود ، وهو شاذ قليل ، لأنه لا يقال : سعده الله ، إنما يقال : أسعده الله . وقال بعضهم : احتج بقولهم : " مسعود " . قيل : ولا حجة فيه ، لأنه يقال : مكان مسعود فيه ثم حذف " فيه " وسمي به . وكان الكسائي يتعجب من قراءة علي بن سليمان : " سعدوا " مع علمه بالعربية ، والعجب من تعجبه . وقال الكسائي : " قراءة مكي حمزة " سعدوا " بضم السين حملا على قولهم : " مسعود " وهي لغة قليلة شاذة ، وقولهم : " مسعود " إنما جاء على حذف الزوائد كأنه من أسعده الله ، ولا يقال : سعده الله ، وهو مثل قولهم : أجنه الله فهو مجنون ، أتى على جنه الله ، وإن كان لا يقال ذلك ، كما لا يقال : سعده الله " . والكسائي
وضم السين بعيد عند أكثر النحويين إلا على حذف الزوائد . وقال : " وهذا غير معروف في اللغة ولا هو مقيس " . أبو البقاء
[ ص: 390 ] وقوله : لهم فيها زفير : هذه الجملة فيها احتمالان ، أحدهما : أنها مستأنفة ، كأن سائلا سأل حين أخبر أنهم في النار : ماذا يكون لهم ؟ فقيل : لهم كذا . الثاني : أنها منصوبة المحل ، وفي صاحبها وجهان ، أحدهما : أنه الضمير في الجار والمجرور وهي " ففي النار " . والثاني : أنها حال من " النار " .
والزفير : أول صوت الحمار ، والشهيق : آخره ، قال : رؤبة
2709 - حشرج في الصدر صهيلا وشهق حتى يقال ناهق وما نهق
وقال ابن فارس : " الشهيق ضد الزفير ؛ لأن الشهيق رد النفس ، والزفير : إخراج النفس من شدة الحزن مأخوذ من الزفر وهو الحمل على الظهر ، لشدته . وقال نحوه ، وأنشد الزمخشري للشماخ : 2710 - بعيد مدى التطريب أول صوته زفير ويتلوه شهيق محشرج