وقرأ : " وما ظن الذين " جعله فعلا ماضيا والموصول فاعله ، و " ما " على هذه القراءة استفهامية أيضا في محل نصب على المصدر ، وقدمت لأن الاستفهام له صدر الكلام والتقدير : أي ظن ظن المفترون ، و " ما " الاستفهامية قد تنوب عن المصدر ، ومنه قول الشاعر : عيسى بن عمر
2603 - [ ص: 228 ] ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا
وتقول : " ما تضرب زيدا " ، تريد : أي ضرب تضربه . قال : أتى به فعلا ماضيا ، لأنه واقع لا محالة ، فكأنه قد وقع وانقضى " وهذا لا يستقيم هنا لأنه صار نصا في الاستقبال لعمله في الظرف المستقبل وهو يوم القيامة ، وإن كان بلفظ الماضي . الزمخشري