[ ص: 162 ] آ . (13) قوله تعالى : من قبلكم : متعلق بـ " أهلكنا " ، ولا يجوز أن يكون حالا من " القرون " لأنه ظرف زمان فلا يقع حالا عن الجثة كما لا يقع خبرا عنها . وقد تقدم تحقيق هذا في أول البقرة ، وقد تقدم الكلام على " لما " أيضا .
قوله : وجاءتهم رسلهم يجوز أن يكون معطوفا على " ظلموا " فلا محل له عند ، ومحله الجر عند غيره ، لأنه عطف على ما هو في محل جر بإضافة الظرف إليه ، ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال ، أي : ظلموا بالتكذيب وقد جاءتهم رسلهم بالحجج والشواهد على صدقهم و سيبويه " بالبينات " يجوز أن يتعلق بـ " جاءتهم " ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من " رسلهم " [أي : ] جاءوا ملتبسين بالبينات مصاحبين لها .
قوله : وما كانوا الظاهر عطفه على " ظلموا " . وجوز أن يكون اعتراضا قال : " واللام لتأكيد نفي إيمانهم ، ويعني بالاعتراض كونه وقع بين الفعل ومصدره التشبيهي في قوله " كذلك نجزي والضمير في " كانوا " عائد على " القرون " . وجوز مقاتل أن يكون ضمير أهل الزمخشري مكة ، وعلى هذا يكون التفاتا إذ فيه خروج من ضمير الخطاب في قوله " قبلكم " إلى الغيبة ، والمعنى : وما كنتم لتؤمنوا ، و " كذلك " نعت لمصدر محذوف ، أي مثل ذلك الجزاء نجزي . وقرئ " يجزي " بياء الغيبة ، وهو التفات من التكلم في قوله " أهلكنا " إلى الغيبة .