قال الشيخ : " وهذا الثاني يلزم فيه - من مسه الضر في هذه الأحوال - دعاؤه في هذه الأحوال ، لأنه جواب ما ذكرت فيه هذه الأحوال [فالقيد في الشرط قيد في الجواب كما تقول : " إذا جاءنا زيد فقيرا فقد أحسنا إليه " فالمعنى : ] أحسنا إليه في حال فقره " .
وقيل : صاحب الحال هو الضمير الفاعل في " دعانا " وهو واضح ، أي : دعانا في جميع أحواله لأن هذه الأحوال الثلاثة لا يخلو الإنسان عن واحدة منها . ثم قيل : المراد بالإنسان الجنس ، وهذه الأحوال بالنسبة إلى المجموع ، [ ص: 161 ] أي : منهم من يدعو مستلقيا ، ومنهم من يدعو قائما ، أو يراد به شخص واحد جمع بين هذه الأحوال الثلاثة بحسب الأوقات ، فيدعو في وقت على هذه الحال ، وفي وقت على أخرى .
قوله : كأن لم يدعنا قد تقدم الكلام على مثل هذا عند قوله : كأن لم تكن بينكم قال : " فحذف ضمير الشأن كقوله : الزمخشري
2574 - ... ... ... ... كأن ثدياه حقان "
يعني على رواية من رواه " ثديان " بالألف ، ويروى " كأن ثدييه " بالياء على أنها أعملت في الظاهر وهو شاذ ، وصدر هذا البيت :وصدر مشرق النحر ... ... ... ...
والكاف من " كذلك زين " في موضع نصب على المصدر ، أي : مثل ذلك التزيين والإعراض عن الابتهال . وفاعل " زين " المحذوف : إما الله تعالى وإما الشيطان . و ما كانوا يعملون في محل رفع لقيامه مقام الفاعل . و " ما " يجوز أن تكون مصدرية ، وأن تكون بمعنى الذي .