قوله : تطهرهم وتزكيهم يجوز أن تكون التاء في " تطهرهم " خطابا [ ص: 116 ] للنبي عليه السلام ، وأن تكون للغيبة ، والفاعل ضمير الصدقة . فعلى الأول تكون الجملة في محل نصب على الحال من فاعل " خذ " . ويجوز أيضا أن تكون صفة لـ " صدقة " ، ولا بد حينئذ من حذف عائد تقديره تطهرهم بها . وحذف " بها " لدلالة ما بعده عليه . وعلى الثاني تكون الجملة صفة لصدقة ليس إلا . وأما " وتزكيهم " فالتاء فيه للخطاب لا غير لقوله " بها " فإن الضمير يعود على الصدقة فاستحال أن يعود الضمير من " تزكيهم " إلى الصدقة ، وعلى هذا فتكون الجملة حالا من فاعل " خذ " على قولنا إن " تطهرهم " حال منها وإن التاء فيه للخطاب . ويجوز أيضا أن تكون صفة إن قلنا إن " تطهرهم " صفة ، والعائد منها محذوف .
وجوز أن يكون " تطهرهم " صفة لصدقة على أن التاء للغيبة ، و " تزكيهم " حالا من فاعل " خذ " على أن التاء للخطاب . وقد ردوه عليه بأن الواو عاطفة أي : صدقة مطهرة ومزكيا بها ، ولو كان بغير واو جاز . قلت : ووجه الفساد ظاهر فإن الواو مشركة لفظا ومعنى ، فلو كانت " وتزكيهم " عطفا على " تطهرهم " للزم أن تكون صفة كالمعطوف عليه ، إذ لا يجوز اختلافهما ، ولكن يجوز ذلك على أن " تزكيهم " خبر مبتدأ محذوف ، وتكون الواو للحال تقديره : وأنت تزكيهم . وفيه ضعف لقلة نظيره في كلامهم . مكي
فتلخص من ذلك أن الجملتين يجوز أن تكونا حالين من فاعل " خذ " على أن تكون التاء للخطاب ، وأن تكونا صفتين لصدقة ، على أن التاء للغيبة ، والعائد محذوف من الأولى ، وأن تكون " تطهرهم " حالا أو صفة ، و " تزكيهم " حالا على ما جوزه ، وأن تكون " تزكيهم " خبر مبتدأ محذوف ، والواو للحال . مكي
[ ص: 117 ] وقرأ : " تطهرهم " مخففا من " أطهر " عداه بالهمزة . الحسن
قوله : إن صلاوتك قرأ الأخوان وحفص : " إن صلاتك " ، وفي هود : " أصلاتك تأمرك " بالتوحيد ، والباقون : " إن صلواتك " " أصلواتك " بالجمع فيهما وهما واضحتان ، إلا أن الصلاة هنا الدعاء وفي تيك العبادة .
والسكن : الطمأنينة قال :
2542 - يا جارة الحي ألا كنت لي سكنا إذ ليس بعض من الجيران أسكنني
ففعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى المقبوض والمعنى : يسكنون إليها . قال : " ولذلك لم يؤنثه " لكن الظاهر أنه هنا بمعنى فاعل لقوله " لهم " ، ولو كان كما قال لكان التركيب " سكن إليها " أي مسكون إليها ، فقد ظهر أن المعنى : مسكنة لهم . أبو البقاء