2476 - إذا مت كان الناس صنفان شامت وآخر مثن بالذي كنت أصنع
هذا في أحد تأويلي البيت . والآخر : أن " صنفان " خبر منصوب ، وجاء به على لغة بني الحرث ومن وافقهم .
[ ص: 34 ] والحكاية التي أشار إليها الشيخ من تلحين يحيى للحجاج ، هي أن كان يدعي فصاحة عظيمة ، فقال يوما الحجاج وكان يعظمه : هي تجدني ألحن ؟ ، فقال : الأمير أجل من ذلك ، فقال : عزمت عليك إلا ما أخبرتني وكان يعظمون عزائم الأمراء . فقال : نعم . فقال : في أي شيء ؟ ، فقال : في القرآن . فقال : ويلك!! ذلك أقبح بي . في أي آية ؟ ، قال : سمعتك تقرأ : قل إن كان آباؤكم ، إلى أن انتهيت إلى " أحب " فرفعتها . فقال : إذن لا تسمعني ألحن بعدها ، فنفاه إلى ليحيى بن يعمر خراسان ، فمكث بها مدة ، وكان بها حينئذ ، فجاءهم جيش ، فكتب إلى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة كتابا وفيه : " وقد جاءنا العدو فتركناهم بالحضيض ، وصعدنا عرعرة الجبل " . فقال الحجاج : ما الحجاج لابن المهلب ولهذا الكلام ؟ ، فقيل له : إن يحيى هناك . فقال : إذن ذلك .
وقرأ الجمهور : " عشيرتكم " بالإفراد ، عن وأبو بكر : " عشيراتكم " جمع سلامة . ووجه الجمع ، أن لكل من المخاطبين عشيرة فحسن الجمع . وزعم عاصم أن " عشيرة " لا تجمع بالألف والتاء إنما تجمع تكسيرا على عشائر . وهذه القراءة حجة عليه ، وهي قراءة الأخفش ، أبي عبد الرحمن السلمي . وقرأ وأبي رجاء " عشائركم " قيل : وهي أكثر من عشيراتكم . الحسن
[ ص: 35 ] والعشيرة : هي الأهل الأدنون . وقيل : هم أهل الرجل الذين يتكثر بهم أي : يصيرون له بمنزلة العدد الكامل ، وذلك أن العشيرة هي العدد الكامل ، فصارت العشيرة اسما لأقارب الرجل الذي يتكثر بهم ، سواء بلغوا العشرة أم فوقها . وقيل : هي الجماعة المجتمعة بنسب أو عقد أو وداد كعقد العشرة .