nindex.php?page=treesubj&link=18467_29497_34136_34149_34306_34310_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وما هذه الحياة الدنيا إشارة تحقير، وكيف لا، والدنيا لا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة.
فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن
سهل بن سعد قال: «قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664612لو كانت الدنيا تعدل عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء» .
وقال بعض العارفين: (الدنيا أحقر من ذراع خنزير ميت بال عليها كلب بيد مجذوم)، ويعلم مما ذكر حقارة ما فيها من الحياة بالطريق الأولى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64إلا لهو ولعب أي إلا كما يلهو ويلعب به الصبيان، يجتمعون عليه ويبتهجون به ساعة ثم يتفرقون عنه، وهذا من التشبيه البليغ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وإن الدار الآخرة لهي الحيوان أي لهي دار الحياة الحقيقية إذ لا يعرض الموت والفناء لمن فيها، أو هي ذاتها حياة للمبالغة، ( والحيوان ) مصدر حيي سمي به ذو الحياة في غير
[ ص: 13 ] هذا المحل، وأصله حييان فقلبت الياء الثانية واوا على خلاف القياس فلامه ياء وإلى ذلك ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
وقيل: إن لامه واو نظرا إلى ظاهر الكلمة، وإلى حياة علم رجل، ولا حجة على كونه ياء في حي، لأن الواو في مثله تبدل ياء لكسر ما قبلها، نحو: شقي من الشقوة، وهو أبلغ من الحياة لما في بناء فعلان من معنى الحركة والاضطراب اللازم للحياة، ولذلك اختير عليها في هذا المقام المقتضي للمبالغة، وقد علمتها في وصف الحياة الدنيا المقابلة للدار الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64لو كانوا يعلمون شرط جوابه محذوف، أي لو كانوا يعلمون لما آثروا عليها الدنيا التي أصلها عدم الحياة، ثم ما يحدث فيها من الحياة فيها عارضة سريعة الزوال وشيكة الاضمحلال، وكون ( لو ) للتمني بعيد.
nindex.php?page=treesubj&link=18467_29497_34136_34149_34306_34310_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِشَارَةُ تَحْقِيرٍ، وَكَيْفَ لَا، وَالدُّنْيَا لَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ.
فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ عَنْ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664612لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» .
وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: (الدُّنْيَا أَحْقَرُ مِنْ ذِرَاعِ خِنْزِيرٍ مَيِّتٍ بَالَ عَلَيْهَا كَلْبٌ بِيَدِ مَجْذُومٍ)، وَيُعْلَمُ مِمَّا ذُكِرَ حَقَارَةُ مَا فِيهَا مِنَ الْحَيَاةِ بِالطَّرِيقِ الْأَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ أَيْ إِلَّا كَمَا يَلْهُو وَيَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ، يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ وَيَبْتَهِجُونَ بِهِ سَاعَةً ثُمَّ يَتَفَرَّقُونَ عَنْهُ، وَهَذَا مِنَ التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ أَيْ لَهِيَ دَارُ الْحَيَاةِ الْحَقِيقِيَّةِ إِذْ لَا يَعْرِضُ الْمَوْتُ وَالْفَنَاءُ لِمَنْ فِيهَا، أَوْ هِيَ ذَاتُهَا حَيَاةٌ لِلْمُبَالَغَةِ، ( وَالْحَيَوَانُ ) مَصْدَرُ حَيِيَ سُمِّيَ بِهِ ذُو الْحَيَاةِ فِي غَيْرِ
[ ص: 13 ] هَذَا الْمَحَلِّ، وَأَصْلُهُ حَيَيَانٌ فَقُلِبَتِ الْيَاءُ الثَّانِيَةُ وَاوًا عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ فَلَامَهُ يَاءٌ وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
وَقِيلَ: إِنَّ لَامَهُ وَاوٌ نَظَرًا إِلَى ظَاهِرِ الْكَلِمَةِ، وَإِلَى حَيَاةٍ عَلَمِ رَجُلٍ، وَلَا حُجَّةَ عَلَى كَوْنِهِ يَاءً فِي حَيٍّ، لِأَنَّ الْوَاوَ فِي مِثْلِهِ تُبْدَلُ يَاءً لِكَسْرِ مَا قَبْلَهَا، نَحْوُ: شَقِيٍّ مِنَ الشِّقْوَةِ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ الْحَيَاةِ لِمَا فِي بِنَاءِ فَعْلَانٍ مِنْ مَعْنَى الْحَرَكَةِ وَالِاضْطِرَابِ اللَّازِمِ لِلْحَيَاةِ، وَلِذَلِكَ اخْتِيرَ عَلَيْهَا فِي هَذَا الْمَقَامِ الْمُقْتَضِي لِلْمُبَالَغَةِ، وَقَدْ عَلِمْتَهَا فِي وَصْفِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْمُقَابِلَةِ لِلدَّارِ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ شَرْطٌ جَوَابُهُ مَحْذُوفٌ، أَيْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ لَمَا آثَرُوا عَلَيْهَا الدُّنْيَا الَّتِي أَصْلُهَا عَدَمُ الْحَيَاةِ، ثُمَّ مَا يَحْدُثُ فِيهَا مِنَ الْحَيَاةِ فِيهَا عَارِضَةٌ سَرِيعَةُ الزَّوَالِ وَشِيكَةُ الِاضْمِحْلَالِ، وَكَوْنُ ( لَوْ ) لِلتَّمَنِّي بَعِيدٌ.