وقوله سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=28662_30549_30554_33144_34255_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ولئن سألتهم إلخ، معترض لتوكيد معنى الآيتين، وتعريض بأن الذين اعتمدتم عليهم في الرزق مقرون بقدرتنا وبقوتنا كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين [الذاريات: 58] قاله العلامة
الطيبي .
وقال صاحب الكشف قدس سره: اعترض ليفيد أن الخالق هو الرزاق، وأن من أفاض ابتداء وأوجد أولى أن يقدر على الإبقاء، وأكد به ما ضمن في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59وعلى ربهم يتوكلون .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله معترفين بأنه عز وجل الموجد للممكنات بأسرها أصولها وفرعها، ثم إنهم يشركون به سبحانه بعض مخلوقاته الذي لا يكاد يتوهم منه القدرة على شيء ما أصلا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63قل الحمد لله على إظهار الحجة واعترافهم بما يلزمهم، وقيل: حمده عليه الصلاة والسلام على العصمة مما هم عليه من الضلال حيث أشركوا مع اعترافهم بأن أصول النعم وفروعهما منه جل جلاله، فيكون كالحمد عند رؤية المبتلى، وقيل: يجوز أن يكون حمدا على هذا وذاك
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63بل أكثرهم لا يعقلون ما يقولون، وما فيه من
nindex.php?page=treesubj&link=28675_28673الدلالة على بطلان الشرك وصحة التوحيد، أو لا يعقلون شيئا من الأشياء، فلذلك لا يعملون بمقتضى قولهم هذا، فيشركون به سبحانه أخس مخلوقاته، قيل: إضراب عن جهلهم الخاص في الإتيان بما هو حجة عليهم إلى أن ذلك لأنهم مسلوبو العقول، فلا يبعد عنهم مثله، وقوله تعالى: ( قل الحمد لله ) معترض، وجعله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في سورة
لقمان إلزاما وتقريرا لاستحقاقه تعالى العبادة، وقيل: ( لا يعقلون ) ما تريد بتحميدك عند مقالهم ذلك، ولم يرتضه بعض المحققين لخفائه وقلة جدواه، وتكلف توجيه الإضراب فيه.
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28662_30549_30554_33144_34255_29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ إِلَخْ، مُعْتَرِضٌ لِتَوْكِيدِ مَعْنَى الْآيَتَيْنِ، وَتَعْرِيضٌ بِأَنَّ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ مُقِرُّونَ بِقُدْرَتِنَا وَبِقُوَّتِنَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذَّارِيَاتُ: 58] قَالَهُ الْعَلَّامَةُ
الطِّيبِيُّ .
وَقَالَ صَاحِبُ الْكَشْفِ قُدِّسَ سِرُّهُ: اعْتُرِضَ لِيُفِيدَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الرَّزَّاقُ، وَأَنَّ مَنْ أَفَاضَ ابْتِدَاءً وَأَوْجَدَ أَوْلَى أَنْ يَقْدِرَ عَلَى الْإِبْقَاءِ، وَأَكَّدَ بِهِ مَا ضُمِّنَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=59وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مَنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مَنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ مُعْتَرِفِينَ بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُوجِدُ لِلْمُمْكِنَاتِ بِأَسْرِهَا أُصُولِهَا وَفَرْعِهَا، ثُمَّ إِنَّهُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ سُبْحَانَهُ بَعْضَ مَخْلُوقَاتِهِ الَّذِي لَا يَكَادُ يُتَوَهَّمُ مِنْهُ الْقُدْرَةُ عَلَى شَيْءٍ مَا أَصْلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِظْهَارِ الْحُجَّةِ وَاعْتِرَافِهِمْ بِمَا يَلْزَمُهُمْ، وَقِيلَ: حَمِدَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْعِصْمَةِ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلَالِ حَيْثُ أَشْرَكُوا مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِأَنَّ أُصُولَ النِّعَمِ وَفُرُوعَهُمَا مِنْهُ جَلَّ جَلَالُهُ، فَيَكُونُ كَالْحَمْدِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْمُبْتَلَى، وَقِيلَ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَمْدًا عَلَى هَذَا وَذَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ مَا يَقُولُونَ، وَمَا فِيهِ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28675_28673الدِّلَالَةِ عَلَى بُطْلَانِ الشِّرْكِ وَصِحَّةِ التَّوْحِيدِ، أَوْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ، فَلِذَلِكَ لَا يَعْمَلُونَ بِمُقْتَضَى قَوْلِهِمْ هَذَا، فَيُشْرِكُونَ بِهِ سُبْحَانَهُ أَخَسَّ مَخْلُوقَاتِهِ، قِيلَ: إِضْرَابٌ عَنْ جَهْلِهِمُ الْخَاصِّ فِي الْإِتْيَانِ بِمَا هُوَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ مَسْلُوبُو الْعُقُولِ، فَلَا يَبْعُدُ عَنْهُمْ مِثْلُهُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ) مُعْتَرِضٌ، وَجَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي سُورَةِ
لُقْمَانَ إِلْزَامًا وَتَقْرِيرًا لِاسْتِحْقَاقِهِ تَعَالَى الْعِبَادَةَ، وَقِيلَ: ( لَا يَعْقِلُونَ ) مَا تُرِيدُ بِتَحْمِيدِكَ عِنْدَ مَقَالِهِمْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْتَضِهِ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ لِخَفَائِهِ وَقِلَّةِ جَدْوَاهُ، وَتَكَلُّفِ تَوْجِيهِ الْإِضْرَابِ فِيهِ.