حدثني أبي ، ثنا
حسين الأشقر ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش قال :
nindex.php?page=treesubj&link=19513_19950_20125_18603_29501استعمل يحيى بن أبي وائل على قضاء الكناسة . فقال
أبو وائل لجاريته : يا
بركة ، لا تطعميني شيئا إلا ما يجيء به
يحيى من
الكناسة .
قال
أبو الفضل : " فلما مضى نحو من شهرين كتب لنا بشيء فجيء به إلينا فأول من جاء عمه فأخذ ، فأخبر فجاء إلى الباب الذي كان سده بيني وبينه ، وقد كان فتح الصبيان كوة ، فقال : ادعوا لي
صالحا ، فجاء الرسول وقلت له : قل له : لست أجيء ، فوجه إلي لم لا تجيء ؟ فقلت : قل له : هذا الرزق يرتزقه جماعة كثيرة ، وإنما أنا واحد منهم ، وليس فيهم أعذر مني وإذا كان توبيخ خصصت به أنا . فلما نادى عمه بالأذان خرج ، فلما خرج قيل لي : إنه قد خرج إلى المسجد ، فجئت حتى صرت في موضع أسمع فيه كلامه ، فلما فرغ من الصلاة التفت إلى عمه ، ثم قال له : نافقتني وكذبتني وكان غيرك أعذر منك ، زعمت أنك لا تأخذ من هذا شيئا ثم أخذته ، وأنت تستغل مائتي درهم وعمدت إلى طريق المسلمين تستغله ، إنما أشفق عليك أن تطوق يوم القيامة بسبع أرضين ، أخذت هذا الشيء بغير حقه ، فقال : قد تصدقت . قال تصدقت بنصف درهم ، ثم هجره وترك الصلاة في المسجد ، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه " .
قال
صالح : وحدثني أبي ، ثنا
عبد الله بن محمد قال : سمعت شيخنا يحدث قال :
nindex.php?page=treesubj&link=29501_18603_18604استعمل بعض أمراء البصرة عبد الله بن محمد بن واسع على الشرطة ، فأتاه
nindex.php?page=showalam&ids=17036محمد بن واسع فقيل للأمير :
محمد بالباب . فقال للقوم : ظنوا به ، فقال بعضهم : جاء يشكر للأمير استعمل ابنه . فقال : لا ، ولكنه جاء يطلب لابنه الإعفاء - أو قال : العافية - قال : فأذن له ، فلما دخل قال : أيها الأمير ، بلغني أنك استعملت ابني ، وإني أحب أن تسترنا يسترك الله . قال : قد أعفيناه يا
أبا عبد الله . قال
أبو الفضل صالح : " ثم كتب لنا بشيء فبلغه فجاء إلى الكوة التي في الباب فقال : يا
صالح ، انظر ما كان
للحسن علي فاذهب به إلى
بوران حتى يتصدق به في الموضع الذي أخذ
[ ص: 215 ] منه . فقلت : وما علم
بوران من أي موضع أخذ هذا ؟ فقال : افعل ما أقول لك ، فوجهت بما كان أصابهما إلى
بوران وكان إذا بلغه أنا قبضنا شيئا طوي تلك الليلة فلم يفطر ، ثم مكث أشهرا لا أدخل إليه ، ثم فتح الصبيان الباب ودخلوا غير أنه لا يدخل إليه من منزلي شيء ، ثم وجهت إليه : يا أبت قد طال هذا الأمر وقد اشتقت إليك فسكت . فدخلت إليه فأكببت عليه وقلت له : يا أبت ، تدخل على نفسك هذا الغم ؟ فقال : يا بني ، يأتيني ما لا أملكه ، ثم مكثنا مدة لم نأخذ شيئا ، ثم كتب لنا بشيء فقبضنا فلما بلغه هجرنا أشهرا ، فكلمه
بوران ووجه إلى
بوران ، فدخلت فقال له : يا
أبا عبد الله :
صالح يرضيك الله . فقال : يا
أبا محمد والله لقد كان أعز الخلق علي وأي شيء أردت له ، ما أردت له إلا ما أردت لنفسي . فقلت له : يا أبت ومن رأيت أنت ، أو من لقيت قوي على ما قويت أنت عليه ؟ قال : وتحتج علي ؟ قال
أبو الفضل : ثم كتب أبي رحمه الله إلى
يحيى بن خاقان يسأله ويعزم عليه أن لا يعيننا على شيء من أرزاقنا ولا يتكلم فيه ، فبلغني فوجهت إلى القيم لنا وهو
ابن غالب ابن بنت معاوية بن عمرو ، وقد كنت قلت له : يا أبت إنه يكبر عليك وقد عزمت إذا حدث أمر أخبرتك به ، فلما وصل رسوله بالكتاب إلى
يحيى أخذه من صاحب الخبر قال : فأخذت نسخته ووصلت إلى
المتوكل ، فقال
لعبد الله : كم من شهر لولد
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، فقال : عشرة أشهر ، قال : تحمل الساعة إليهم أربعون ألف درهم من بيت المال صحاحا ولا يعلم بها ، فقال
يحيى للقيم : أنا أكتب إلى
صالح وأعلمه ، فورد علي كتابه فوجهت إلى أبي أعلمه ، فقال الذي أخبره : إنه سكت قليلا ، وضرب بذقنه ساعة ثم رفع رأسه فقال : ما حيلتي إذا أردت أمرا وأراد الله أمرا .
قال
أبو الفضل : وجاء رسول
المتوكل إلى أبي يقول : لو سلم أحد من الناس سلمت ، رفع رجل إلي وقت كذا أن علويا قدم من
خراسان وأنك وجهت إليه بمن يلقاه ، وقد حبست الرجل وأردت ضربه وكرهت أن تغتم فمر فيه . فقال : هذا باطل ، تخلي سبيله . قال : وكان رسول
المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام ويسأله عن حاله فنسر نحن بذلك فتأخذه نفضة حتى ندثره ، ويقول : والله لو أن نفسي في يدي لأرسلتها ، ويضم أصابعه ويفتحها .
[ ص: 216 ]
حدثنا
سليمان بن أحمد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ح . وحدثنا
محمد بن علي أبو الحسين ، قالوا : ثنا
محمد بن إسماعيل ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16207صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : كتب
عبيد الله بن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك كتابا أسألك من أمر القرآن لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة .
فأملى علي أبي رحمه الله إلى
عبيد الله بن يحيى - وحدي ما معنا أحد - بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الله عاقبتك
أبا الحسن في الأمور كلها ودفع عنك مكاره الدنيا برحمته ، قد كتبت إلي رضي الله تعالى عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين بأمر القرآن بما حضرني ، وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين ، قد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد يغتمسون فيه حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين ، فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المجالس ، فصرف الله ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين ، ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ، ودعوا الله لأمير المؤمنين ، وأسأل الله أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء ، وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين ، وأن يزيد في بيته ويعينه على ما هو عليه ، فقد ذكر عن
عبد الله بن عباس أنه قال : "
nindex.php?page=treesubj&link=33685_19153لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم " .
وذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر أن فقراء كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم : ألم يقل الله كذا ؟ وقال بعضهم : ألم يقل الله كذا ؟ قال : فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان ، فقال : " أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا ، إنكم لستم مما هنا في شيء ، nindex.php?page=treesubj&link=28328_18633_18470انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به ، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه " .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16010716 " nindex.php?page=treesubj&link=19153_19162_33685مراء في القرآن كفر " .
وروي عن
أبي جهم - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" nindex.php?page=treesubj&link=19153_33685_19154لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر " .
وقال
عبد الله بن العباس : قدم على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رجل فجعل
عمر يسأل عن الناس ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : " فقلت :
[ ص: 217 ] والله
nindex.php?page=treesubj&link=33685_28827ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة " . قال : فنهرني
عمر وقال : مه ، فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا ، فبينما أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال : أجب أمير المؤمنين . فخرجت ، فإذا هو بالباب ينتظرني فأخذ بيدي فخلا بي ، وقال : ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا . فقلت : " يا أمير المؤمنين ، متى ما يتسارعوا هذه المسارعة يختلفوا ، ومتى ما يختلفوا يختصموا ، ومتى ما يختصموا يختلفوا ، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا " ، قال : لله أبوك ، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16010718nindex.php?page=treesubj&link=30640_19857_30612_32024_34056كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول : " هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ؟ " .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" nindex.php?page=treesubj&link=28328_26502_18628إنكم لن ترجعوا بشيء أفضل مما خرج منه " يعني القرآن .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أنه قال : "
nindex.php?page=treesubj&link=23303جردوا القرآن لا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل " .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنه قال : "
nindex.php?page=treesubj&link=28425_29453_28424هذا القرآن كلام الله فضعوه مواضعه " .
وقال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=14102للحسن البصري : يا
أبا سعيد ، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن أيأس وينقطع رجائي ، قال : فقال
الحسن : "
nindex.php?page=treesubj&link=28424_19981_29486إن القرآن كلام الله ، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير ، فاعمل وأبشر " .
وقال
فروة بن نوفل الأشجعي : كنت جارا
لخباب - وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي فقال : يا هذا ،
nindex.php?page=treesubj&link=29532_29533_18628_28424تقرب لله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه .
وقال رجل
للحكم بن عتبة :
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32510_19172_19166ما حمل أهل الأهواء على هذا ؟ قال : " الخصومات " .
وقال
معاوية بن قرة - وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32514_30515_19166إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الأعمال " .
وقال
أبو قلابة - وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32510_19166لا تجالسوا أصحاب الأهواء - أو قال : أصحاب الخصومات - فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون " .
ودخل
[ ص: 218 ] رجلان من أصحاب الأهواء على
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين فقالا : يا
أبا بكر ، نحدثك بحديث ؟ فقال : " لا " . قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله ؟ قال : " لتقومان عني أو لأقوم عنكما " . قال : فقام الرجلان فخرجا : فقال بعض القوم : يا
أبا بكر وما عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى ، فقال له
ابن سيرين : " إني
nindex.php?page=treesubj&link=32514_32510_20464_20462_28263خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي " .
وقال
محمد : " لو أعلم أني أكون مبتلى الساعة لتركتها " .
وقال رجل من أهل البدع
nindex.php?page=showalam&ids=12341لأيوب السختياني :
nindex.php?page=treesubj&link=32514_32510_20464_20462_28263يا أبا بكر ، أسألك عن كلمة ؟ فولى وهو يقول بيده : ولا نصف كلمة .
nindex.php?page=treesubj&link=20462_32510_28263وقال ابن طاوس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع : " يا بني أدخل أصبعيك في أذنيك ، لا تسمع ما يقول " . ثم قال : " اشدد " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز "
nindex.php?page=treesubj&link=29563_32510_32511من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : إن القوم لم يدخل عنهم شيء خير لكم لفضل عندكم .
وكان
الحسن رحمه الله يقول : "
nindex.php?page=treesubj&link=32510_29556_32512شر داء خالط قلبا " . يعني الأهواء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=treesubj&link=32510_26502_28328_19696اتقوا الله معشر القراء ، وخذوا طريق من كان قبلكم ، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا - أو قال : مبينا - " . قال أبي رحمه الله : وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين ، لولا ذلك لذكرتها بأسانيدها ، وقد قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ألا له الخلق والأمر ) فأخبر بالخلق ، ثم قال : والأمر ، فأخبر أن الأمر غير المخلوق ، وقال عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خلق الإنسان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4علمه البيان ) فأخبر تعالى أن القرآن من علمه ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ) وقال
[ ص: 219 ] تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=37وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق ) فالقرآن من علم الله تعالى . وفي هذه الآيات دليل على أن الذي جاءه صلى الله عليه وسلم هو القرآن لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ) وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون :
nindex.php?page=treesubj&link=29453_28425_28424القرآن كلام الله ليس بمخلوق . وهو الذي أذهب إليه لست بصاحب كلام ولا أدري الكلام في شيء من هذا ، إلا ما كان في كتاب الله أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه أو عن التابعين رحمهم الله ، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود .
قال
أبو الفضل : وقدم
المتوكل فنزل
الشماسية يريد
المدائن ، فقال لي أبي : يا
صالح ، أحب أن لا تذهب اليوم ولا تنبه علي ، فلما كان بعد يوم وأنا قاعد خارجا ، وكان يوم مطر إذا
يحيى بن خاقان قد جاء والمطر عليه في موكب عظيم ، فقال : سبحان الله لم تصل إلينا حتى نبلغ أمير المؤمنين السلام عن شيخك حتى وجه بي ، ثم نزل خارج الزقاق فجهدت به أن يدخل على الدابة ، فلم يفعل فجعل يخوض المطر ، فلما صار إلى الباب نزع جرموقه وكان على خفه ، ودخل وأبي في الزاوية قاعد ، عليه كساء مربع وعمامة والستر الذي على الباب قطعة خيش ، فسلم عليه وقبل جبهته وسأله عن حاله ، وقال : أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول : كيف أنت في نفسك وكيف حالك ؟ وقد أنست بقربك ، ويسألك أن تدعو له . فقال : ما يأتي علي يوم إلا وأنا أدعو الله له . ثم قال : قد وجه معي ألف دينار تفرقها على أهل الحاجة ، فقال له : يا
أبا زكريا أنا في البيت منقطع عن الناس وقد أعفاني من كل ما أكرهه . فقال : يا
أبا عبد الله ، الخلفاء لا يحتملون هذا . فقال : يا
أبا زكريا تلطف في ذلك ، فدعا له ثم قام ، فلما صار إلى الدار رجع ، وقال : أهكذا كنت لو وجه إليك بعض إخوانك تفعل ؟ قال : نعم ، فلما صرنا إلى الدهليز قال : قد أمرني أمير المؤمنين أن أدفعها إليك تفرقها ، فقلت : تكون عندك إلى أن تمضي هذه الأيام . قال
أبو الفضل : وقد كان وجه
محمد بن عبد الله بن طاهر إلى أبي في وقت قدومه بالعسكر : " أحب
[ ص: 220 ] أن تصير إلي وتعلمني الذي تعزم عليه حتى لا يكون عندي أحد " . فوجه إليه : " أنا رجل لم أخالط السلطان ، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره ، وهذا مما أكره " . فجهد أن يصير إليه فأبى ، وكان قد أدمن الصوم لما قدم وجعل لا يأكل الدسم ، وكان قبل ذلك يشترى له شحم بدرهم فيأكل منه شهرا ، فترك أكل الشحم وأدام الصوم والعمل ، وتوهمت أنه قد كان جعل على نفسه أن يفعل ذلك إن سلم ، وكان حمل إلى
المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين ثم مكث إلى سنة إحدى وأربعين وكان قل يوم يمضي إلا ورسول
المتوكل يأتيه ، فلما كان أول شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين حم ليلة الأربعاء وكان في خريقته قطيعات فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له ، وقال لي يوم الثلاثاء وأنا عنده انظر في خريقتي شيء ؟ فنظرت فإذا فيها درهم ، فقال : وجه ، اقتض بعد السكان فوجهت فأعطيت شيئا ، فقال : وجه فاشتر لي تمرا وكفر عني كفارة يمين . فاشتريت وكفرت عن يمينه ، وبقي من ثمن التمر ثلاثة دراهم فأخبرته ، فقال : الحمد لله . وكنت أنام بالليل إلى جنبه فإذا أراد حاجة حركني فأناوله وجعل يحرك لسانه ولم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها ، ولم يزل يصلي قائما أمسكه فيركع ويسجد وأرفعه ، واجتمعت عليه أوجاع الخصر وغير ذلك ، ولم يزل عقله ثابتا ، فلما كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار توفي رحمة الله تعالى عليه .
حدثنا
أبو علي عيسى بن محمد الجريجي ، ثنا
أحمد بن يحيى ثعلب النحوي قال : كنت أحب أن أرى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، فدخلت عليه فقال لي : " فيم تنظر ؟ " فقلت : في النحو والعربية والشعر ، فأنشدني
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رحمة الله تعالى عليه :
nindex.php?page=treesubj&link=19666_19672_19673إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يخلف ما مضى
وأن الذي يخفى عليه يغيب لهونا عن الأيام حتى تتابعت
ذنوب على آثارهن ذنوب فيا ليت أن يغفر الله ما مضى
ويأذن لي في توبة فأتوب
حدثنا
إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14474محمد بن إسحاق السراج ، قال :
[ ص: 221 ] سمعت
محمد بن مسلم بن وارة يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=24398_29834_32024_30364رأيت أبا زرعة في المنام ، فقلت له : ما حالك يا أبا زرعة ؟ فقال : أحمد الله على الأحوال كلها ، إني أحضرت فأوقفت بين يدي الله تعالى فقال لي : يا
عبيد الله لم لا تورعت من القول في عبادي ؟ فقلت : يا رب إنهم حاولوا دينك ، فقال : صدقت . ثم أتي بطاهر الحلقاني فاستعديت عليه إلى ربي فضرب الحد مائة ثم أمر به إلى الحبس ، ثم قال : ألحقوا
عبيد الله بأصحابه ،
بأبي عبد الله وأبي عبد الله وأبي عبد الله :
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ومالك بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل .
حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا
حسين الأشقر ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19513_19950_20125_18603_29501اسْتُعْمِلَ يحيى بن أبي وائل عَلَى قَضَاءِ الْكُنَاسَةَ . فَقَالَ
أبو وائل لِجَارِيَتِهِ : يَا
بركة ، لَا تُطْعِمِينِي شَيْئًا إِلَّا مَا يَجِيءُ بِهِ
يحيى مِنَ
الْكُنَاسَةِ .
قَالَ
أبو الفضل : " فَلَمَّا مَضَى نَحْوٌ مِنْ شَهْرَيْنِ كُتِبَ لَنَا بِشَيْءٍ فَجِيءَ بِهِ إِلَيْنَا فَأَوَّلُ مَنْ جَاءَ عَمُّهُ فَأُخِذَ ، فَأُخْبِرَ فَجَاءَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي كَانَ سَدَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَقَدْ كَانَ فَتَحَ الصِّبْيَانُ كُوَّةً ، فَقَالَ : ادْعُوا لِي
صالحا ، فَجَاءَ الرَّسُولُ وَقُلْتُ لَهُ : قُلْ لَهُ : لَسْتُ أَجِيءُ ، فَوَجَّهَ إِلَيَّ لِمَ لَا تَجِيءُ ؟ فَقُلْتُ : قُلْ لَهُ : هَذَا الرِّزْقُ يَرْتَزِقُهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ ، وَإِنَّمَا أَنَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ ، وَلَيْسَ فِيهِمْ أَعْذَرُ مِنِّي وَإِذَا كَانَ تَوْبِيخٌ خُصِصْتُ بِهِ أَنَا . فَلَمَّا نَادَى عَمُّهُ بِالْأَذَانِ خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لِي : إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجِئْتُ حَتَّى صِرْتُ فِي مَوْضِعٍ أَسْمَعُ فِيهِ كَلَامَهُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ الْتَفَتَ إِلَى عَمِّهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : نَافَقْتَنِي وَكَذَبْتَنِي وَكَانَ غَيْرُكَ أَعْذَرَ مِنْكَ ، زَعَمْتَ أَنَّكَ لَا تَأْخُذُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ثُمَّ أَخَذْتَهُ ، وَأَنْتَ تَسْتَغِلُّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ وَعَمَدْتَ إِلَى طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ تَسْتَغِلُّهُ ، إِنَّمَا أُشْفِقُ عَلَيْكَ أَنْ تُطَوَّقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسَبْعِ أَرَضِينَ ، أَخَذْتَ هَذَا الشَّيْءَ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَقَالَ : قَدْ تَصَدَّقْتُ . قَالَ تَصَدَّقْتَ بِنِصْفِ دِرْهَمٍ ، ثُمَّ هَجَرَهُ وَتَرَكَ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَخَرَجَ إِلَى مَسْجِدٍ خَارِجٍ يُصَلِّي فِيهِ " .
قَالَ
صالح : وَحَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا
عبد الله بن محمد قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخَنَا يُحَدِّثُ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29501_18603_18604اسْتَعْمَلَ بَعْضُ أُمَرَاءِ الْبَصْرَةِ عبد الله بن محمد بن واسع عَلَى الشُّرْطَةِ ، فَأَتَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17036مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَقِيلَ لِلْأَمِيرِ :
محمد بِالْبَابِ . فَقَالَ لِلْقَوْمِ : ظُنُّوا بِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : جَاءَ يَشْكُرُ لِلْأَمِيرِ اسْتَعْمَلَ ابْنَهُ . فَقَالَ : لَا ، وَلَكِنَّهُ جَاءَ يَطْلُبُ لِابْنِهِ الْإِعْفَاءَ - أَوْ قَالَ : الْعَافِيَةَ - قَالَ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ ابْنِي ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَسْتُرَنَا يَسْتُرُكَ اللَّهُ . قَالَ : قَدْ أَعْفَيْنَاهُ يَا
أبا عبد الله . قَالَ
أبو الفضل صالح : " ثُمَّ كَتَبَ لَنَا بِشَيْءٍ فَبَلَغَهُ فَجَاءَ إِلَى الْكُوَّةِ الَّتِي فِي الْبَابِ فَقَالَ : يَا
صالح ، انْظُرْ مَا كَانَ
للحسن عَلَيَّ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى
بوران حَتَّى يَتَصَدَّقَ بِهِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي أُخِذَ
[ ص: 215 ] مِنْهُ . فَقُلْتُ : وَمَا عِلْمُ
بوران مِنْ أَيِّ مَوْضِعٍ أُخِذَ هَذَا ؟ فَقَالَ : افْعَلْ مَا أَقُولُ لَكَ ، فَوَجَّهْتُ بِمَا كَانَ أَصَابَهُمَا إِلَى
بوران وَكَانَ إِذَا بَلَغَهُ أَنَّا قَبَضْنَا شَيْئًا طَوِيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يُفْطِرْ ، ثُمَّ مَكَثَ أَشْهُرًا لَا أَدْخُلُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ فَتَحَ الصِّبْيَانُ الْبَابَ وَدَخَلُوا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَيْهِ مِنْ مَنْزِلِي شَيْءٌ ، ثُمَّ وَجَّهْتُ إِلَيْهِ : يَا أَبَتِ قَدْ طَالَ هَذَا الْأَمْرُ وَقَدِ اشْتَقْتُ إِلَيْكَ فَسَكَتَ . فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ ، تُدْخِلُ عَلَى نَفْسِكَ هَذَا الْغَمَّ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، يَأْتِينِي مَا لَا أَمْلِكُهُ ، ثُمَّ مَكَثْنَا مُدَّةً لَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا ، ثُمَّ كُتِبَ لَنَا بِشَيْءٍ فَقَبَضْنَا فَلَمَّا بَلَغَهُ هَجَرَنَا أَشْهُرًا ، فَكَلَّمَهُ
بوران وَوَجَّهَ إِلَى
بوران ، فَدَخَلْتُ فَقَالَ لَهُ : يَا
أبا عبد الله :
صالح يُرْضِيكَ اللَّهُ . فَقَالَ : يَا
أبا محمد وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَعَزَّ الْخَلْقِ عَلَيَّ وَأَيَّ شَيْءٍ أَرَدْتُ لَهُ ، مَا أَرَدْتُ لَهُ إِلَّا مَا أَرَدْتُ لِنَفْسِي . فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ وَمَنْ رَأَيْتَ أَنْتَ ، أَوْ مَنْ لَقِيتَ قَوِيَ عَلَى مَا قَوِيتَ أَنْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : وَتَحْتَجُّ عَلَيَّ ؟ قَالَ
أبو الفضل : ثُمَّ كَتَبَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى
يحيى بن خاقان يَسْأَلُهُ وَيَعْزِمُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعِينَنَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَرْزَاقِنَا وَلَا يَتَكَلَّمَ فِيهِ ، فَبَلَغَنِي فَوَجَّهْتُ إِلَى الْقَيِّمِ لَنَا وَهُوَ
ابن غالب ابن بنت معاوية بن عمرو ، وَقَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ إِنَّهُ يَكْبُرُ عَلَيْكَ وَقَدْ عَزَمْتُ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ أَخْبَرْتُكَ بِهِ ، فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُهُ بِالْكِتَابِ إِلَى
يحيى أَخَذَهُ مِنْ صَاحِبِ الْخَبَرِ قَالَ : فَأَخَذْتُ نُسْخَتَهُ وَوَصَلْتُ إِلَى
المتوكل ، فَقَالَ
لعبد الله : كَمْ مِنْ شَهْرٍ لِوَلَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، فَقَالَ : عَشَرَةُ أَشْهُرٍ ، قَالَ : تُحْمَلُ السَّاعَةَ إِلَيْهِمْ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ صِحَاحًا وَلَا يُعْلَمُ بِهَا ، فَقَالَ
يحيى لِلْقَيِّمِ : أَنَا أَكْتُبُ إِلَى
صالح وَأُعْلِمُهُ ، فَوَرَدَ عَلَيَّ كِتَابُهُ فَوَجَّهْتُ إِلَى أَبِي أُعْلِمُهُ ، فَقَالَ الَّذِي أَخْبَرَهُ : إِنَّهُ سَكَتَ قَلِيلًا ، وَضَرَبَ بِذَقَنِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : مَا حِيلَتِي إِذَا أَرَدْتُ أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا .
قَالَ
أبو الفضل : وَجَاءَ رَسُولُ
المتوكل إِلَى أَبِي يَقُولُ : لَوْ سَلِمَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ سَلِمْتَ ، رَفَعَ رَجُلٌ إِلَيَّ وَقْتَ كَذَا أَنَّ عَلَوِيًّا قَدِمَ مِنْ
خُرَاسَانَ وَأَنَّكَ وَجَّهْتَ إِلَيْهِ بِمَنْ يَلْقَاهُ ، وَقَدْ حَبَسْتُ الرَّجُلَ وَأَرَدْتُ ضَرْبَهُ وَكَرِهْتُ أَنْ تَغْتَمَّ فَمُرْ فِيهِ . فَقَالَ : هَذَا بَاطِلٌ ، تُخْلِي سَبِيلَهُ . قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ
المتوكل يَأْتِي أَبِي يُبَلِّغُهُ السَّلَامَ وَيَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ فَنُسَرُّ نَحْنُ بِذَلِكَ فَتَأْخُذُهُ نَفْضَةٌ حَتَّى نُدَثِّرَهُ ، وَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ نَفْسِي فِي يَدِي لَأَرْسَلْتُهَا ، وَيَضُمُّ أَصَابِعَهُ وَيَفْتَحُهَا .
[ ص: 216 ]
حَدَّثَنَا
سليمان بن أحمد ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ح . وَحَدَّثَنَا
محمد بن علي أبو الحسين ، قَالُوا : ثَنَا
محمد بن إسماعيل ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16207صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : كَتَبَ
عبيد الله بن يحيى إِلَى أَبِي يُخْبِرُهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ كِتَابًا أَسْأَلُكَ مِنْ أَمْرِ الْقُرْآنِ لَا مَسْأَلَةَ امْتِحَانٍ وَلَكِنْ مَسْأَلَةَ مَعْرِفَةٍ وَبَصِيرَةٍ .
فَأَمْلَى عَلَيَّ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى
عبيد الله بن يحيى - وَحْدِي مَا مَعَنَا أَحَدٌ - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَحْسَنَ اللَّهُ عَاقِبَتَكَ
أبا الحسن فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَدَفَعَ عَنْكَ مَكَارِهَ الدُّنْيَا بِرَحْمَتِهِ ، قَدْ كَتَبْتَ إِلَيَّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكَ بِالَّذِي سَأَلَ عَنْهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ بِمَا حَضَرَنِي ، وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَ تَوْفِيقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ كَانَ النَّاسُ فِي خَوْضٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَاخْتِلَافٍ شَدِيدٍ يَغْتَمِسُونَ فِيهِ حَتَّى أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَنَفَى اللَّهُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ بِدْعَةٍ وَانْجَلَى عَنِ النَّاسِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الذُّلِّ وَضِيقِ الْمَجَالِسِ ، فَصَرَفَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَذَهَبَ بِهِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَوَقَعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَوْقِعًا عَظِيمًا ، وَدَعَوُا اللَّهَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَسْتَجِيبَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَالِحَ الدُّعَاءِ ، وَأَنْ يُتِمَّ ذَلِكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْ يَزِيدَ فِي بَيْتِهِ وَيُعِينَهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ ، فَقَدْ ذُكِرَ عَنْ
عبد الله بن عباس أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=treesubj&link=33685_19153لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَ فِي قُلُوبِكُمْ " .
وَذُكِرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ فُقَرَاءَ كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا ؟ قَالَ : فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ ، فَقَالَ : " أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا ، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هُنَا فِي شَيْءٍ ، nindex.php?page=treesubj&link=28328_18633_18470انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ ، وَانْظُرُوا الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا عَنْهُ " .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16010716 " nindex.php?page=treesubj&link=19153_19162_33685مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " .
وَرُوِيَ عَنْ
أبي جهم - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" nindex.php?page=treesubj&link=19153_33685_19154لَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ " .
وَقَالَ
عبد الله بن العباس : قَدِمَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَجُلٌ فَجَعَلَ
عمر يَسْأَلُ عَنِ النَّاسِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنْهُمْ كَذَا وَكَذَا . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : " فَقُلْتُ :
[ ص: 217 ] وَاللَّهِ
nindex.php?page=treesubj&link=33685_28827مَا أُحِبُّ أَنْ يَتَسَارَعُوا يَوْمَهُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ " . قَالَ : فَنَهَرَنِي
عمر وَقَالَ : مَهٍ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَنْزِلِي مُكْتَئِبًا حَزِينًا ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَخَرَجْتُ ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَابِ يَنْتَظِرُنِي فَأَخَذَ بِيَدِي فَخَلَا بِي ، وَقَالَ : مَا الَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ آنِفًا . فَقُلْتُ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتَى مَا يَتَسَارَعُوا هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ يَخْتَلِفُوا ، وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَخْتَصِمُوا ، وَمَتَى مَا يَخْتَصِمُوا يَخْتَلِفُوا ، وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَقْتَتِلُوا " ، قَالَ : لِلَّهِ أَبُوكَ ، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16010718nindex.php?page=treesubj&link=30640_19857_30612_32024_34056كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ فَيَقُولُ : " هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي ؟ " .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15622جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" nindex.php?page=treesubj&link=28328_26502_18628إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ " يَعْنِي الْقُرْآنَ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=treesubj&link=23303جَرِّدُوا الْقُرْآنَ لَا تَكْتُبُوا فِيهِ شَيْئًا إِلَّا كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=treesubj&link=28425_29453_28424هَذَا الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ فَضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ " .
وَقَالَ رَجُلٌ
nindex.php?page=showalam&ids=14102لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ : يَا
أبا سعيد ، إِنِّي إِذَا قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ وَتَدَبَّرْتُهُ كِدْتُ أَنْ أَيْأَسَ وَيَنْقَطِعَ رَجَائِي ، قَالَ : فَقَالَ
الحسن : "
nindex.php?page=treesubj&link=28424_19981_29486إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ ، وَأَعْمَالُ ابْنِ آدَمَ إِلَى الضَّعْفِ وَالتَّقْصِيرِ ، فَاعْمَلْ وَأَبْشِرْ " .
وَقَالَ
فروة بن نوفل الأشجعي : كُنْتُ جَارًا
لخباب - وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجْتُ مَعَهُ يَوْمًا مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي فَقَالَ : يَا هَذَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=29532_29533_18628_28424تَقَرَّبْ لِلَّهِ بِمَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّكَ لَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ .
وَقَالَ رَجُلٌ
للحكم بن عتبة :
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32510_19172_19166مَا حَمَلَ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : " الْخُصُومَاتُ " .
وَقَالَ
معاوية بن قرة - وَكَانَ أَبُوهُ مِمَّنْ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32514_30515_19166إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهَا تُحْبِطُ الْأَعْمَالَ " .
وَقَالَ
أبو قلابة - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32510_19166لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ - أَوْ قَالَ : أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ - فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ أَوْ يُلْبِسُوا عَلَيْكُمْ بَعْضَ مَا تَعْرِفُونَ " .
وَدَخَلَ
[ ص: 218 ] رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَا : يَا
أبا بكر ، نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ ؟ فَقَالَ : " لَا " . قَالَا : فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لَتَقُومَانِ عَنِّي أَوْ لَأَقُومُ عَنْكُمَا " . قَالَ : فَقَامَ الرَّجُلَانِ فَخَرَجَا : فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا
أبا بكر وَمَا عَلَيْكَ أَنْ يَقْرَآ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ لَهُ
ابن سيرين : " إِنِّي
nindex.php?page=treesubj&link=32514_32510_20464_20462_28263خَشِيتُ أَنْ يَقْرَآ عَلَيَّ آيَةً فَيُحَرِّفَانِهَا فَيَقَرُّ ذَلِكَ فِي قَلْبِي " .
وَقَالَ
محمد : " لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي أَكُونُ مُبْتَلًى السَّاعَةَ لَتَرَكْتُهَا " .
وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ
nindex.php?page=showalam&ids=12341لِأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ :
nindex.php?page=treesubj&link=32514_32510_20464_20462_28263يَا أبا بكر ، أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ ؟ فَوَلَّى وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ : وَلَا نِصْفَ كَلِمَةٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=20462_32510_28263وَقَالَ ابن طاوس لِابْنٍ لَهُ يُكَلِّمُهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ : " يَا بُنَيَّ أَدْخِلْ أُصْبُعَيْكَ فِي أُذُنَيْكَ ، لَا تَسْمَعْ مَا يَقُولُ " . ثُمَّ قَالَ : " اشْدُدْ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ "
nindex.php?page=treesubj&link=29563_32510_32511مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ : إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَدْخُلْ عَنْهُمْ شَيْءٌ خَيْرٌ لَكُمْ لِفَضْلٍ عِنْدَكُمْ .
وَكَانَ
الحسن رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ : "
nindex.php?page=treesubj&link=32510_29556_32512شَرُّ دَاءٍ خَالَطَ قَلْبًا " . يَعْنِي الْأَهْوَاءَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=treesubj&link=32510_26502_28328_19696اتَّقُوا اللَّهَ مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَقَمْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا - أَوْ قَالَ : مُبِينًا - " . قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ : وَإِنَّمَا تَرَكْتُ ذِكْرَ الْأَسَانِيدِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْيَمِينِ الَّتِي حَلَفْتُ بِهَا مِمَّا قَدْ عَلِمَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْلَا ذَلِكَ لَذَكَرْتُهَا بِأَسَانِيدِهَا ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) فَأَخْبَرَ بِالْخَلْقِ ، ثُمَّ قَالَ : وَالْأَمْرُ ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْأَمْرَ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الْإِنْسَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=4عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ عِلْمِهِ ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) وَقَالَ
[ ص: 219 ] تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=37وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ) فَالْقُرْآنُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى . وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الَّذِي جَاءَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْقُرْآنُ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) وَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ مَضَى مِنْ سَلَفِنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29453_28425_28424الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ . وَهُوَ الَّذِي أَذْهَبُ إِلَيْهِ لَسْتُ بِصَاحِبِ كَلَامٍ وَلَا أَدْرِي الْكَلَامَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا ، إِلَّا مَا كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَوْ حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَنْ أَصْحَابِهِ أَوْ عَنِ التَّابِعِينَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ ، فَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْكَلَامَ فِيهِ غَيْرُ مَحْمُودٍ .
قَالَ
أبو الفضل : وَقَدِمَ
المتوكل فَنَزَلَ
الشَّمَّاسِيَّةَ يُرِيدُ
الْمَدَائِنَ ، فَقَالَ لِي أَبِي : يَا
صالح ، أُحِبُّ أَنْ لَا تَذْهَبَ الْيَوْمَ وَلَا تُنَبِّهَ عَلَيَّ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ يَوْمٍ وَأَنَا قَاعِدٌ خَارِجًا ، وَكَانَ يَوْمَ مَطَرٍ إِذَا
يحيى بن خاقان قَدْ جَاءَ وَالْمَطَرُ عَلَيْهِ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ لَمْ تَصِلْ إِلَيْنَا حَتَّى نُبَلِّغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ عَنْ شَيْخِكَ حَتَّى وَجَّهَ بِي ، ثُمَّ نَزَلَ خَارِجَ الزُّقَاقِ فَجَهَدْتُ بِهِ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى الدَّابَّةِ ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَجَعَلَ يَخُوضُ الْمَطَرَ ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى الْبَابِ نَزَعَ جُرْمُوقَهُ وَكَانَ عَلَى خُفِّهِ ، وَدَخَلَ وَأَبِي فِي الزَّاوِيَةِ قَاعِدٌ ، عَلَيْهِ كِسَاءٌ مُرَبَّعٌ وَعِمَامَةٌ وَالسِّتْرُ الَّذِي عَلَى الْبَابِ قِطْعَةُ خَيْشٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ ، وَقَالَ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ : كَيْفَ أَنْتَ فِي نَفْسِكَ وَكَيْفَ حَالُكَ ؟ وَقَدْ أَنِسْتُ بِقُرْبِكَ ، وَيَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ لَهُ . فَقَالَ : مَا يَأْتِي عَلَيَّ يَوْمٌ إِلَّا وَأَنَا أَدْعُو اللَّهَ لَهُ . ثُمَّ قَالَ : قَدْ وَجَّهَ مَعِي أَلْفَ دِينَارٍ تُفَرِّقُهَا عَلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا
أبا زكريا أَنَا فِي الْبَيْتِ مُنْقَطِعٌ عَنِ النَّاسِ وَقَدْ أَعْفَانِي مِنْ كُلِّ مَا أَكْرَهُهُ . فَقَالَ : يَا
أبا عبد الله ، الْخُلَفَاءُ لَا يَحْتَمِلُونَ هَذَا . فَقَالَ : يَا
أبا زكريا تَلَطَّفْ فِي ذَلِكَ ، فَدَعَا لَهُ ثُمَّ قَامَ ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى الدَّارِ رَجَعَ ، وَقَالَ : أَهَكَذَا كُنْتَ لَوْ وَجَّهَ إِلَيْكَ بَعْضَ إِخْوَانِكَ تَفْعَلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الدِّهْلِيزِ قَالَ : قَدْ أَمَرَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْكَ تُفَرِّقُهَا ، فَقُلْتُ : تَكُونُ عِنْدَكَ إِلَى أَنْ تَمْضِيَ هَذِهِ الْأَيَّامُ . قَالَ
أبو الفضل : وَقَدْ كَانَ وَجَّهَ
محمد بن عبد الله بن طاهر إِلَى أَبِي فِي وَقْتِ قُدُومِهِ بِالْعَسْكَرِ : " أُحِبُّ
[ ص: 220 ] أَنْ تَصِيرَ إِلَيَّ وَتُعْلِمَنِي الَّذِي تَعْزِمُ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَكُونَ عِنْدِي أَحَدٌ " . فَوَجَّهَ إِلَيْهِ : " أَنَا رَجُلٌ لَمْ أُخَالِطِ السُّلْطَانَ ، وَقَدْ أَعْفَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّا أَكْرَهُ ، وَهَذَا مِمَّا أَكْرَهُ " . فَجَهَدَ أَنْ يَصِيرَ إِلَيْهِ فَأَبَى ، وَكَانَ قَدْ أَدْمَنَ الصَّوْمَ لَمَّا قَدِمَ وَجَعَلَ لَا يَأْكُلُ الدَّسَمَ ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُشْتَرَى لَهُ شَحْمٌ بِدِرْهَمٍ فَيَأْكُلُ مِنْهُ شَهْرًا ، فَتَرَكَ أَكْلَ الشَّحْمَ وَأَدَامَ الصَّوْمَ وَالْعَمَلَ ، وَتَوَهَّمْتُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ إِنْ سَلِمَ ، وَكَانَ حُمِلَ إِلَى
المتوكل سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ثُمَّ مَكَثَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ يَمْضِي إِلَّا وَرَسُولُ
المتوكل يَأْتِيهِ ، فَلَمَّا كَانَ أَوَّلُ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ حُمَّ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ وَكَانَ فِي خُرَيْقَتِهِ قُطَيْعَاتٌ فَإِذَا أَرَادَ الشَّيْءَ أَعْطَيْنَا مَنْ يَشْتَرِي لَهُ ، وَقَالَ لِي يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَأَنَا عِنْدَهُ انْظُرْ فِي خُرَيْقَتِي شَيْءٌ ؟ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا دِرْهَمٌ ، فَقَالَ : وَجِّهْ ، اقْتَضِ بَعْدَ السُّكَّانِ فَوَجَّهْتُ فَأَعْطَيْتُ شَيْئًا ، فَقَالَ : وَجِّهْ فَاشْتَرِ لِي تَمْرًا وَكَفِّرْ عَنِّي كَفَّارَةَ يَمِينٍ . فَاشْتَرَيْتُ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَبَقِيَ مِنْ ثَمَنِ التَّمْرِ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . وَكُنْتُ أَنَامُ بِاللَّيْلِ إِلَى جَنْبِهِ فَإِذَا أَرَادَ حَاجَةً حَرَّكَنِي فَأُنَاوِلُهُ وَجَعَلَ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ وَلَمْ يَئِنَّ إِلَّا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا ، وَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي قَائِمًا أُمْسِكُهُ فَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ وَأَرْفَعُهُ ، وَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ أَوْجَاعُ الْخَصْرِ وَغَيْرُ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَزَلْ عَقْلُهُ ثَابِتًا ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ لِسَاعَتَيْنِ مِنَ النَّهَارِ تُوُفِّيَ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ .
حَدَّثَنَا
أبو علي عيسى بن محمد الجريجي ، ثَنَا
أحمد بن يحيى ثعلب النحوي قَالَ : كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي : " فِيمَ تَنْظُرُ ؟ " فَقُلْتُ : فِي النَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالشِّعْرِ ، فَأَنْشَدَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ :
nindex.php?page=treesubj&link=19666_19672_19673إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ يُخْلِفُ مَا مَضَى
وَأَنَّ الَّذِي يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيبُ لَهَوْنَا عَنِ الْأَيَّامِ حَتَّى تَتَابَعَتْ
ذُنُوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوبُ فَيَا لَيْتَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ مَا مَضَى
وَيَأْذَنَ لِي فِي تَوْبَةٍ فَأَتُوبُ
حَدَّثَنَا
إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14474مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، قَالَ :
[ ص: 221 ] سَمِعْتُ
محمد بن مسلم بن وارة يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=24398_29834_32024_30364رَأَيْتُ أبا زرعة فِي الْمَنَامِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا حَالُكَ يَا أبا زرعة ؟ فَقَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى الْأَحْوَالِ كُلِّهَا ، إِنِّي أُحْضِرْتُ فَأُوقِفْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ لِي : يَا
عبيد الله لِمَ لَا تَوَرَّعْتَ مِنَ الْقَوْلِ فِي عِبَادِي ؟ فَقُلْتُ : يَا رَبِّ إِنَّهُمْ حَاوَلُوا دِينَكَ ، فَقَالَ : صَدَقْتَ . ثُمَّ أُتِيَ بِطَاهِرٍ الْحُلْقَانِيِّ فَاسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ إِلَى رَبِّي فَضُرِبَ الْحَدَّ مِائَةً ثُمَّ أُمِرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلْحِقُوا
عبيد الله بِأَصْحَابِهِ ،
بأبي عبد الله وأبي عبد الله وأبي عبد الله :
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ومالك بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ .