وهذا ظاهر جدا لمن تأمل مقالات أهل الأرض وأديانهم ، فإن ، وتفاصيل صفات الرب تعالى وأفعاله مع إنكار النبوات ، بل والحقائق المشاهدة التي لا يمكن إنكارها ، لم يثبتوها على ما هي عليه ، ولا أثبتوا حقيقة واحدة على ما هي عليه ألبتة وهذا ثمرة إنكارهم النبوات . الفلاسفة لم يمكنهم [ ص: 585 ] الاعتراف بالملائكة والجن والمبدأ والمعاد وتفاصيلهما
فسلبهم الله إدراك الحقائق التي زعموا أن عقولهم كافية في إدراكها ، فلم يدركوا منها شيئا على ما هو عليه ، حتى ولا الماء ولا الهواء ولا الشمس ولا غيرها ، فمن تأمل مذاهبهم فيها علم أنهم لم يدركوها ، وإن عرفوا من ذلك بعض ما خفي على غيرهم .