[ ص: 170 ] سياق ما روي من المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة والتمسك بها والوصية بحفظها قرنا بعد قرن أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه اعتقاد
314 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، قال : حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد بن الراجيان قال : حدثنا علي بن حرب الموصلي بسر من رأى سنة سبع وخمسين ومائتين قال : سمعت يقول : " قلت " شعيب بن حرب : " حدثني بحديث من السنة ينفعني الله - عز وجل - به ، فإذا وقفت بين يدي الله - تبارك وتعالى - وسألني عنه . فقال لي : " من أين أخذت هذا ؟ " قلت : " يا رب حدثني بهذا الحديث لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري ، وأخذته عنه فأنجو أنا وتؤاخذ أنت " . فقال : " يا سفيان الثوري شعيب ، هذا توكيد وأي توكيد ، اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، منه بدأ وإليه يعود ، من قال غير هذا فهو كافر . القرآن كلام الله غير مخلوق
، يزيد بالطاعة وينقص [ ص: 171 ] بالمعصية ، ولا يجوز القول إلا بالعمل ، ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية ، ولا يجوز القول والعمل والنية إلا بموافقة السنة . والإيمان قول وعمل ونية ، يزيد وينقص
قال شعيب : فقلت له : " يا أبا عبد الله وما موافقة السنة ؟ قال : " تقدمة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما . يا شعيب ، لا ينفعك ما كتبت حتى تقدم عثمان وعليا على من بعدهما . يا لا ينفعك ما كتبت لك حتى لا تشهد لأحد بجنة ولا نار إلا للعشرة الذين شهد لهم رسول الله وكلهم من شعيب بن حرب قريش . يا لا ينفعك ما كتبت لك حتى ترى المسح على الخفين دون خلعهما أعدل عندك من غسل قدميك . يا شعيب بن حرب ولا ينفعك ما كتبت حتى يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من أن تجهر بهما . يا شعيب بن حرب لا ينفعك الذي كتبت حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ، كل من عند الله - عز وجل . [ ص: 172 ] يا شعيب بن حرب والله ما قالت شعيب بن حرب القدرية ما قال الله ، ولا ما قالت الملائكة ، ولا ما قالت النبيون ، ولا ما قال أهل الجنة ، ولا ما قال أهل النار ، ولا ما قال أخوهم إبليس لعنه الله . قال الله - عز وجل : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) ، وقال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) ، وقالت الملائكة : ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ، وقال موسى - عليه السلام : ( إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ) . وقال نوح - عليه السلام : ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ) . وقال شعيب - عليه السلام :
( وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما ) .
[ ص: 173 ] وقال أهل الجنة :
( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) .
وقال أهل النار :
( غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ) . وقال أخوهم إبليس لعنه الله :
( رب بما أغويتني ) .
يا شعيب ، لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر ، والجهاد ماض إلى يوم القيامة ، والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل " . قال شعيب : فقلت " لسفيان : يا أبا عبد الله : " الصلاة كلها ؟ قال : " لا ، ولكن صلاة الجمعة والعيدين ، صل خلف من أدركت ، وأما سائر ذلك فأنت مخير ، لا تصل إلا خلف من تثق به ، وتعلم أنه من أهل السنة والجماعة . يا إذا وقفت بين يدي الله - عز وجل - فسألك عن هذا الحديث فقل : يا رب حدثني بهذا الحديث شعيب بن حرب ، " ، ثم خل بيني وبين ربي - عز وجل " . سفيان بن سعيد الثوري