قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم لأن من نزل به الفقر لم يجد بدا من ترك الحياء، والفقر يذهب العقل والمروءة، ويذهب العلم والأدب، وكاد الفقر أن يكون كفرا، ومن عرف بالفقر صار معدنا للتهمة، ومجمعا للبلايا، اللهم إلا أن يرزق المرء قلبا نقيا قنعا، يرى الثواب المدخر من الضجر الشديد، فحينئذ لا يبالي بالعالم بأسرهم، والدنيا وما فيها، والفقر داعية إلى المهانة، كما أن الغنى داعية إلى المهابة، ولقد أحسن الذي يقول: إن من أسعد الناس من كان في غناه عفيفا، [ ص: 226 ] وفي مسكنته قنعا؛
يغطي عيوب المرء كثرة ماله وصدق فيما قال، وهو كذوب ويزري بعقل المرء قلة ماله
يحمقه الأقوام وهو لبيب