قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم ولو كان للحلم أبوان لكان أحدهما العقل والآخر الصمت، وربما يدفع العاقل إلى الوقت بعد الوقت إلى من لا يرضيه عنه الحلم، ولا يقنعه عنه الصفح، فحينئذ يحتاج إلى سفيه ينتصر له؛ لأن ترك الحلم في بعض الأوقات من الحلم. ما ضم شيء إلى شيء هو أحسن من حلم إلى علم، وما عدم شيء في شيء هو أوحش من عدم الحلم في العالم،
ولقد حدثني محمد بن المنذر ، حدثنا ، حدثنا يزيد بن عبد الصمد ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الوليد، عن أن رجلا استطال على سعيد بن عبد العزيز: سليمان بن موسى، فسكت له سليمان، وانتصر له أخوه، قال: فقال مكحول: ذل من لا سفيه له.
حدثنا عمرو بن محمد الأنصاري ، حدثنا الغلابي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه، قال: قال ، أبو حنيفة لشيطان الطاق: ما تقول في المتعة؟ قال: حلال، قال: فيسرك أن أمك تزوجت متعة؟ فسكت عنه ساعة، ثم قال: يا أبا حنيفة ما تقول في النبيذ؟ قال: حلال، قال: وشربه، وبيعه وشراؤه؟ قال: نعم، قال: فيسرك أن أمك نباذة، قال: فسكت عنه أبو حنيفة.
أنشدني علي بن محمد البسامي:
إذا كنت بين الحلم والجهل قاعدا وخيرت: أنى شئت، فالحلم أفضل ولكن إذا أنصفت من ليس منصفا
ولم يرض منك الحلم، فالجهل أفضل
وأنشدني محمد بن حبيب الواسطي:
إذا أمن الجهال جهلك مرة فعرضك للجهال غنم من الغنم
فعم عليه الجهل والحلم والقه بمرتبة بين العداوة والسلم [ ص: 214 ]
فيرجوك تارات، ويخشاك تارة وتأخذ فيما بين ذلك بالحزم