إن سلطان حبه قال لا أقبل الرشا فسلوه فديته
ما لقتلي تحرشا
أخبرتنا قالت أخبرنا شهدة بنت أحمد جعفر بن أحمد ، ثنا أبو طاهر محمد بن علي العلاف سمعت أبا الحسين بن سمعون سمعت أبا عبد الله العلقي صاحب أبا العباس بن عطاء سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: قرأت القرآن فلما رأيت الله عز وجل ذكر عبدا فأثنى عليه حتى ابتلاه. فسألت الله تعالى أن يبتليني فما مضت الأيام والليالي حتى خرج من داري نيف وعشرون ميتا ما رجع منهم أحد. قال وذهب ماله وذهب عقله وذهب ولده وأهله، فمكث بحكم الغلبة سبع سنين أو نحوها وكان أول شيء قاله بعد صحوه من غلبته:
[ ص: 336 ] قال السهلكي وقرأ رجل عند أبي يزيد: ( إن بطش ربك لشديد ) فقال أبو يزيد وحياته أن بطشي أشد من بطشه. وقيل لأبي يزيد: بلغنا أنك من السبعة قال: أنا كل السبعة. وقيل له إن محمد صلى الله عليه وسلم فقال: والله إن لوائي أعظم من لواء الخلق كلها تحت لواء سيدنا محمد لوائي نور من تحته الجن والإنس كلهم مع النبيين، وقال أبو يزيد: سبحاني سبحاني ما أعظم سلطاني ليس مثلي في السماء يوجد ولا مثلي صفة في الأرض تعرف أنا هو وهو أنا وهو هو. أخبرنا المحمدان ابن ناصر ، وابن عبد الباقي قالا نا حمد بن أحمد ، نا ، ثنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن أبي عمران ، ثنا منصور بن عبد الله قال سمعت أبي يقول قيل لأبي يزيد إنك من فقال أنا كل السبعة. أنبأنا الأبدال السبعة الذي هم أوتاد الأرض، ابن ناصر ، نا أبو الفضل السهلكي قال سمعت أبا الحسين محمد بن القاسم الفارسي قال سمعت أبا نصر بن محمد بن إسماعيل البخاري يقول سمعت أبا الحسين علي بن محمد الجرجاني يقول سمعت الحسن بن علي بن سلام يقول دخل أبو يزيد مدينة فتبعه منها خلق كثير فالتفت إليهم فقال: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني) فقالوا: جن أبو يزيد فتركوه، قال الفارسي وسمعت أبا بكر أحمد بن محمد النيسابوري قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إسرائيل قال سمعت خالي يقول سمعت علي بن الحسين الحسن بن علي بن حياة يقول سمعت عمي وهو أبو عمران موسى بن عيسى ابن أخي أبي يزيد قال سمعت أبي يقول قال أبو يزيد: رفع بي مرة حتى قمت بين يديه. فقال لي يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك قلت: يا عزيزي وأنا أحب أن يروني فقال يا أبا يزيد إني أريد أريكهم. فقلت: يا عزيزي إن كانوا يحبون أن يروني وأنت تريد ذلك وأنا لا أقدر على مخالفتك قربني بوحدانيتك، وألبسني ربانيتك، وارفعني إلى أحديتك، حتى إذا رآني خلقك قالوا رأيناك فيكون أنت ذاك ولا أكون أنا هناك ففعل بي ذلك وأقامني وزيني ورفعني، ثم قال اخرج إلى خلقي فخطوت من عنده خطوة إلى الخلق خارجا فلما كان من الخطوة الثانية غشي علي فنادى ردوا حبيبي فإنه لا يصبر عني ساعة. أنبأنا ابن ناصر ، نا السهلكي قال سمعت محمد بن إبراهيم الواعظ يقول سمعت محمد بن محمد الفقيه يقول سمعت أحمد بن محمد الصوفي يقول سمعت يقول حكي عن أبا موسى أبي يزيد أنه قال أراد موسى عليه الصلاة والسلام أن يرى الله تعالى وأنا ما [ ص: 337 ] أردت أن أرى الله تعالى هو أراد أن يراني. أخبرنا أبو بكر بن حبيب ، نا أبو سعد بن أبي صادق ، الحيري ، ثنا ، ثنا أبو عبد الله بن باكويه أبو الطيب بن الفرغاني قال سمعت الجنيد بن محمد يقول: دخل علي أمس رجل من أهل بسطام فذكر أنه سمع أبا يزيد البسطامي يقول: اللهم إن كان في سابق علمك أنك تعذب أحدا من خلقك بالنار فعظم خلقي حتى لا تسع معي غيري.
قال المصنف رحمه الله: أما ما تقدم من دعاواه فما يخفى قبحها، وأما هذا القول فخطأ من ثلاثة أوجه. أحدها أنه قال إن كان في سابق علمك وقد علمنا قطعا أنه لا بد من تعذيب خلق بالنار وقد سمى الله عز وجل منهم خلقا كفرعون وأبي لهب فكيف يجوز أن يقال بعد القطع اليقين إن كان. والثاني قوله تعظم خلقي فلو قال لأدفع عن المؤمنين ولكنه قال حتى لا تسع غيري فأشفق على الكفار أيضا وهذا تعاط على رحمة الله عز وجل. والثالث أن يكون جاهلا بقدر هذه النار أو واثقا من نفسه بالصبر وكلا الأمرين معدوم عنده قلت: ثم قال والله ولقد تكلمت أمس مع الخضر في هذه المسألة وكانت الملائكة يستحسنون قولي. والله عز وجل يسمع كلامي فلم يعب علي ولو عاب علي لأخرسني. قلت: لولا أن هذا الرجل قد نسب إلى التغير لكان ينبغي أن يرد عليه وأين الخضر ومن أين له أن الملائكة تستحسن قوله. وكم من قول معيب لم يعاجل صاحبه بالعقوبة وقد بلغني عن ميمون عبده قال بلغني عن سمنون المحب أنه كان يسمي نفسه الكذاب بسبب أبياته التي قال فيها:
وليس لي في شواك حظ فكيفما ما شئت فامتحني