قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=20والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب .
[ ص: 270 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18وأنذرهم يوم الآزفة أي يوم القيامة . سميت بذلك لأنها قريبة ، إذ كل ما هو آت قريب . وأزف فلان أي : قرب يأزف أزفا ، قال
النابغة : أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
أي : قرب . ونظير هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أزفت الآزفة أي : قربت الساعة . وكان بعضهم يتمثل ويقول :
أزف الرحيل وليس لي من زاد غير الذنوب لشقوتي ونكادي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين على الحال ، وهو محمول على المعنى . قال
الزجاج : المعنى إذ قلوب الناس لدى الحناجر في حال كظمهم . وأجاز
الفراء أن يكون التقدير : وأنذرهم كاظمين . وأجاز رفع كاظمين على أنه خبر للقلوب . وقال : المعنى إذ هم كاظمون . وقال
الكسائي : يجوز رفع كاظمين على الابتداء . وقد قيل : إن المراد ب
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18 " يوم الآزفة " يوم حضور المنية ، قاله
قطرب . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18إذ القلوب لدى الحناجر عند حضور المنية . والأول أظهر . وقال
قتادة : وقعت في الحناجر من المخافة فهي لا تخرج ولا تعود في أمكنتها ، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43وأفئدتهم هواء . وقيل : هذا إخبار عن نهاية الجزع ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وبلغت القلوب الحناجر وأضيف اليوم إلى الآزفة على تقدير : يوم القيامة الآزفة أو يوم المجادلة الآزفة . وعند
الكوفيين هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه مثل مسجد الجامع وصلاة الأولى . ما للظالمين من حميم أي من قريب ينفع ولا شفيع يطاع فيشفع فيهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يعلم خائنة الأعين قال
المؤرج : فيه تقديم وتأخير أي : يعلم الأعين الخائنة . وقال
ابن عباس : هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمر المرأة فيسارقهم النظر إليها . وعنه : هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره ، فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر ، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره ، وقد علم الله - عز وجل - منه أنه يود لو نظر إلى عورتها . وقال
مجاهد هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه . وقال
قتادة : هي الهمزة بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى . وقال
الضحاك : هي قول الإنسان : ما رأيت ، وقد رأى ، أو رأيت ، وما رأى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : إنها الرمز بالعين . وقال
سفيان : هي النظرة بعد النظرة . وقال
الفراء :
[ ص: 271 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19خائنة الأعين النظرة الثانية " وما تخفي الصدور " النظرة الأولى . وقال
ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19وما تخفي الصدور أي : هل يزني بها لو خلا بها أو لا . وقيل : وما تخفي الصدور تكنه وتضمره .
nindex.php?page=hadith&LINKID=864958ولما جيء بعبد الله بن أبي سرح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ما اطمأن أهل مكة وطلب له الأمان عثمان - رضي الله عنه - ، صمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويلا ثم قال : " نعم " فلما انصرف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن حوله : ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه . فقال رجل من الأنصار : فهلا أومأت إلي يا رسول الله ، فقال : إن النبي لا تكون له خائنة أعين .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=20والله يقضي بالحق أي يجازي من غض بصره عن المحارم ، ومن نظر إليها ، ومن عزم على مواقعة الفواحش إذا قدر عليها . والذين يدعون من دونه يعني الأوثان لا يقضون بشيء لأنها لا تعلم شيئا ولا تقدر عليه ولا تملك . وقراءة العامة بالياء على الخبر عن الظالمين وهي اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم . وقرأ
نافع وشيبة وهشام : " تدعون " بالتاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=20إن الله هو السميع البصير هو زائدة فاصلة . ويجوز أن تكون في موضع رفع بالابتداء وما بعدها خبر ، والجملة خبر إن .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أولم يسيروا في الأرض فينظروا في موضع جزم عطف على " يسيروا " ويجوز أن يكون في موضع نصب على أنه جواب ، والجزم والنصب في التثنية والجمع واحد . " كيف كان عاقبة " اسم كان والخبر في " كيف " . و " واق " في موضع خفض معطوف على اللفظ . ويجوز أن يكون في موضع رفع على الموضع فرفعه وخفضه واحد ; لأن الياء تحذف وتبقى الكسرة دالة عليها ، وقد مضى الكلام في معنى هذه الآية في غير موضع فأغنى عن الإعادة .