[ ص: 188 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين رجع إلى ذكر منازل أصحاب الميمنة وهم السابقون على ما تقدم ، والتكرير لتعظيم شأن النعيم الذي هم فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28في سدر مخضود أي في نبق قد خضد شوكه أي قطع ؛ قاله
ابن عباس وغيره . وذكر
ابن المبارك : حدثنا
صفوان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16027سليم بن عامر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866361كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون : إنه لينفعنا الأعراب ومسائلهم ، قال : أقبل أعرابي يوما ، فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية ، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما هي قال : السدر فإن له شوكا مؤذيا ، فقال صلى الله عليه وسلم أوليس يقول nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28في سدر مخضود خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها تنبت ثمرا ، يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيه لون يشبه الآخر . وقال
أبو العالية والضحاك : نظر المسلمون إلى
وج ( وهو واد
بالطائف مخصب ) فأعجبهم سدره ، فقالوا : يا ليت لنا مثل هذا ، فنزلت .
قال
أمية بن أبي الصلت يصف الجنة :
إن الحدائق في الجنان ظليلة فيها الكواعب سدرها مخضود
وقال
الضحاك ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28في سدر مخضود وهو الموقر حملا . وهو قريب مما ذكرنا في الخبر .
سعيد بن جبير : ثمرها أعظم من القلال . وقد مضى هذا في سورة ( النجم ) عند
nindex.php?page=hadith&LINKID=831302قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى وأن ثمرها مثل قلال هجر من حديث
أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وطلح منضود الطلح شجر الموز واحده طلحة ؛ قاله أكثر المفسرين
علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وغيرهم . وقال
الحسن : ليس هو موز ولكنه شجر له ظل بارد رطب . وقال
الفراء وأبو عبيدة : شجر عظام له شوك ، قال بعض الحداة وهو
الجعدي :
بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والأحبالا
[ ص: 189 ] فالطلح كل شجر عظيم كثير الشوك .
الزجاج : يجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه . وقال
الزجاج أيضا : كشجر أم غيلان له نور طيب جدا فخوطبوا ووعدوا بما يحبون مثله ، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل . وقرأ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " وطلع منضود " بالعين وتلا هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=148ونخل طلعها هضيم وهو خلاف المصحف . في رواية أنه قرئ بين يديه
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وطلح منضود فقال : ما شأن الطلح ؟ إنما هو " وطلع منضود " ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10لها طلع نضيد فقيل له : أفلا نحولها ؟ فقال : لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحول . فقد اختار هذه القراءة ولم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رسمه مجمع عليه ؛ قاله
القشيري . وأسنده
أبو بكر الأنباري قال : حدثني أبي قال حدثنا
الحسن بن عرفة حدثنا
عيسى بن يونس عن
مجالد عن
الحسن بن سعد عن
قيس بن عباد قال : قرأت عند
علي أو قرئت عند
علي - شك
مجالد -
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=29وطلح منضود فقال
علي رضي الله عنه : ما بال الطلح ؟ أما تقرأ " وطلع " ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10لها طلع نضيد فقال له : يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف ؟ فقال : لا لا يهاج القرآن اليوم . قال
أبو بكر : ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب ، وأبطل الذي كان فرط من قوله . والمنضود المتراكب الذي قد نضد أوله وآخره بالحمل ، ليست له سوق بارزة بل هو مرصوص ، والنضد هو الرص والمنضد المرصوص ، قال
النابغة :
خلت سبيل أتي كان يحبسه ورفعته إلى السجفين فالنضد
وقال
مسروق : أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيدة ثمر كله ، كلما أكل ثمرة عاد مكانها أحسن منها .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وظل ممدود أي دائم باق لا يزول ولا تنسخه الشمس ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا وذلك بالغداة وهي ما بين الإسفار إلى طلوع الشمس حسب ما تقدم بيانه هناك . والجنة كلها ظل لا شمس معه . قال
الربيع بن أنس : يعني ظل العرش . وقال
عمرو بن ميمون : مسيرة سبعين ألف سنة . وقال
أبو عبيدة : تقول العرب للدهر الطويل والعمر الطويل والشيء الذي لا ينقطع ممدود ، وقال
لبيد :
غلب العزاء وكنت غير مغلب دهر طويل دائم ممدود
[ ص: 190 ] وفي صحيح
الترمذي وغيره من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831303وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرءوا إن شئتم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وظل ممدود .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=31وماء مسكوب أي جار لا ينقطع وأصل السكب الصب ، يقال : سكبه سكبا ، والسكوب : انصبابه . يقال : سكب سكوبا ، وانسكب انسكابا ، أي وماء مصبوب يجري الليل والنهار في غير أخدود لا ينقطع عنهم . وكانت العرب أصحاب بادية وبلاد حارة ، وكانت الأنهار في بلادهم عزيزة لا يصلون إلى الماء إلا بالدلو والرشاء فوعدوا في الجنة خلاف ذلك ، ووصف لهم أسباب النزهة المعروفة في الدنيا ، وهي الأشجار وظلالها والمياه والأنهار واطرادها .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=32وفاكهة كثيرة أي ليست بالقليلة العزيزة كما كانت في بلادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33لا مقطوعة أي في وقت من الأوقات كانقطاع فواكه الصيف في الشتاء
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33ولا ممنوعة أي لا يحظر عليها كثمار الدنيا . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=33ولا ممنوعة أي لا يمنع من أرادها بشوك ولا بعد ولا حائط ، بل إذا اشتهاها العبد دنت منه حتى يأخذها ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=14وذللت قطوفها تذليلا . وقيل : ليست مقطوعة بالأزمان ، ولا ممنوعة بالأثمان . والله أعلم .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وفرش مرفوعة روى
الترمذي عن
أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=831304في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وفرش مرفوعة قال : ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة قال : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد . وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث : الفرش في الدرجات ، وما بين الدرجات كما بين السماء والأرض . وقيل : إن الفرش هنا كناية عن النساء اللواتي في الجنة ولم يتقدم لهن ذكر ، ولكن قوله عز
[ ص: 191 ] وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=34وفرش مرفوعة دال ، لأنها محل النساء ، فالمعنى ونساء مرتفعات الأقدار في حسنهن وكمالهن ، دليله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء أي خلقناهن خلقا وأبدعناهن إبداعا . والعرب تسمي المرأة فراشا ولباسا وإزارا ، وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187هن لباس لكم . ثم قيل : على هذا هن الحور العين ، أي خلقناهن من غير ولادة . وقيل : المراد نساء بني آدم ، أي خلقناهن خلقا جديدا وهو الإعادة ، أي أعدناهن إلى حال الشباب وكمال الجمال . والمعنى أنشأنا العجوز والصبية إنشاء واحدا ، وأضمرن ولم يتقدم ذكرهن ، لأنهن قد دخلن في أصحاب اليمين ، ولأن الفرش كناية عن النساء كما تقدم . وروي
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء قال : منهن البكر والثيب . وقالت
أم سلمة رضي الله تعالى عنها :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866366سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا فقال : يا أم سلمة هن اللواتي قبضن في الدنيا عجائز شمطا عمشا رمصا جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء أسنده
النحاس عن
أنس قال : حدثنا
أحمد بن عمرو قال : حدثنا
عمرو بن علي قال : حدثنا
أبو عاصم عن
موسى بن عبيدة عن
يزيد الرقاشي عن
أنس بن مالك رفعه
nindex.php?page=hadith&LINKID=831305nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء قال هن العجائز العمش الرمص كن في الدنيا عمشا رمصا وقال
المسيب بن شريك :
قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء الآية قال : هن عجائز الدنيا أنشأهن الله خلقا جديدا كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا فلما سمعتعائشة ذلك قالت : واوجعاه ! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ليس هناك وجع .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عربا جمع عروب . قال
ابن عباس ومجاهد وغيرهما : العرب العواشق لأزواجهن . وعن
ابن عباس أيضا : إنها العروب الملقة .
عكرمة : الغنجة .
ابن زيد : بلغة
أهل المدينة . ومنه قول
لبيد :
وفي الخباء عروب غير فاحشة ريا الروادف يعشى دونها البصر
وهي الشكلة بلغة
أهل مكة . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أيضا : الحسنة الكلام . وعن
عكرمة [ ص: 192 ] أيضا
وقتادة : العرب المتحببات إلى أزواجهن ، واشتقاقه من أعرب إذا بين ، فالعروب تبين محبتها لزوجها بشكل وغنج وحسن كلام . وقيل : إنها الحسنة التبعل لتكون ألذ استمتاعا . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عربا قال : كلامهن عربي . وقرأ
حمزة وأبو بكر عن
عاصم " عربا " بإسكان الراء . وضم الباقون وهما جائزان في جمع فعول . أترابا على ميلاد واحد في الاستواء وسن واحدة ثلاث وثلاثين سنة . يقال في النساء : أتراب وفي الرجال : أقران . وكانت العرب تميل إلى من جاوزت حد الصبا من النساء وانحطت عن الكبر . وقيل : أترابا أمثالا وأشكالا ؛ قاله
مجاهد .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أتراب في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لأصحاب اليمين قيل : الحور العين للسابقين ، والأتراب العرب لأصحاب اليمين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثلة من الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وثلة من الآخرين رجع الكلام إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين أيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثلة من الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وثلة من الآخرين وقد مضى الكلام في معناه . وقال
أبو العالية ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح والضحاك :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=13ثلة من الأولين يعني من سابقي هذه الأمة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=40وثلة من الآخرين من هذه الأمة من آخرها ، يدل عليه ما روي عن
ابن عباس في
هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=39ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هم جميعا من أمتي . وقال
الواحدي :
nindex.php?page=treesubj&link=30399_30231أصحاب الجنة نصفان من الأمم الماضية ونصف من هذه الأمة . وهذا يرده ما رواه
ابن ماجه في سننه
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في جامعه عن
بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831306أهل الجنة عشرون ومائة صف ، ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم . قال
أبو عيسى : هذا حديث حسن . و " ثلة " رفع على الابتداء ، أو على حذف خبر حرف الصفة ، ومجازه : لأصحاب اليمين ثلتان : ثلة من هؤلاء وثلة من هؤلاء . والأولون : الأمم الماضية ، والآخرون : هذه الأمة على القول الثاني .