السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شابٌّ تركت التدخين والحمد لله منذ أربعين يوماً تقريباً، ولكني أشعر بعسر شديد في المزاج أحياناً - وخصوصاً بالليل - ولا أطيق أي شيء، وقيل لي إن هذا كله من أعراض ترك التدخين أو آثاره الانسحابية، سؤالي هو: هل فعلاً ترك التدخين يُحدث ذلك؟
كما أن كثيراً من الناس - ومن ضمن منظومة متخلفة جاهلة يتناقلها بعض أفراد المجتمع - يقولون: إن من يترك التدخين فجأة ربما يحدث ذلك عنده مشاكل صحية أو تحسس أو صدمة عصبية، وقد سمعت من أكثر من شخصٍ أن فلاناً ترك التدخين فأصيب بجلطة ومات، وأعلم بكل يقينٍ أن الأعمار بيد الله وحده سبحانه وتعالى ولكن مثل هذا الكلام موجود، وسمعت مثلاً من شخص أقسم بأغلظ الأيمان أنه حين ترك التدخين أصيب بالتهاب رئوي حاد ولا زال يعاني منه إلى الآن.
يوجد بعض الناس يُقنعون بتدخينهم ويعطيك عشرين سبباً لكي يدخن، وللأسف منه من يؤثر فعلا، والأغرب في الموضوع أن من أقنعني بضرر الدخان وتركه يدخن، وهو طبيب مشهور جداً، وأيضاً وبكل صدق هناك طبيبان راجعتهما وكانا مدخنين، فربما قالت لي نفسي ووسوستها وخطوات الشيطان: إذا كان الطبيب نفسه ومن يعالج يدخن، إذن فالتدخين لا يضر.
بعد كل هذا؛ وبالمحصلة ما أريده هو كلمات مضادة لكل هذا تزيد من إصراري وإصرار الإخوة الذين تركوا الدخان، حتى لا نفكر بالعودة إليه مطلقاً إن شاء الله، وكم هي الفترة التي أحتاجها ويحتاجها جسمي للتخلص من الدخان وأثره؟ وهل بتركي أربعين يوماً أكون فعلاً تخلصت تماماً منه ومن أثره وأعراض تركه؟ وهل مثلاً إذا دخنت سيجارة أو اثنتين في اليوم وفي فترات متقطعة أكون قد عدت للتدخين مرة أخرى، أعني متى يقال بأني قد تركت التدخين نهائياً؟ وهل تدخين سيجارة أو سيجارتين فقط يومياً يضر كثيراً؟ وهل فعلاً الأرجيلة (النارجيلة) أقل وأخف ضرراً؟ وهل من الممكن أن تكون بديلاً للتدخين؟ وما هي السبل لتحسين المزاج ؟!
يعجز اللسان عن الشكر لكم، ووفقكم الله لكل خير وجزاكم عنا كل الخير، وبارك الله فيكم.