السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن ألتزم، وأحافظ على الصلاة، وأريد أن أحفظ القرآن، وأن أقوم الليل، ولكن عملي صعب، إذ أني أكون خارج المنزل 12 ساعة، وأرجع مرهقاً ومتعباً جداً، ولا يكون عندي طاقة لفعل أي شيء، حتى إني أحياناً أكسل عن الصلاة المكتوبة، وأعيش في لوم، وعتاب شديد مع نفسي، وفي أوقات أيأس وأقول: لن يغفر الله لي على هذا التفريط، والعمر يجري، ولم أحصل شيئاً من ديني، ولا أريد أن أموت على هذا، وأكثر الناس لا يعينونني على الالتزام، بل أكثرهم يعينني على الفسق، حتى أصبحت الطاعة ثقيلة جداً، وأكره أن أموت على هذا الحال.
سمعت كثيراً من الشيوخ، فأصدق في الاستعانة بالله، ثم أسير على ذلك لمدة شهر أو شهرين، ولكن أنتكس مرة أخرى، هل هذا لأني غير صادق في توبتي وفي استعانتي بالله؟ أنا أحب السلف الصالح، وأحب عبادتهم وصدقهم، وورعهم، ولكن عندما أسمع عنهم أقول: هذا بعيد جداً عني، كيف أحقق هذا؟ هل كانوا لا ينامون؟ كيف كان همهم في عبادة الله وطاعته وتحصيل العلم؟
هل هذا حالي؟ وهل ما أنا فيه من عدم توفيق بسبب شؤم المعاصي التي ارتكبتها؟ لذلك أنا غير موفق في التوبة، وأنتكس كل مرة، وأحاول.
في الواقع أنا أحاول التوبة منذ أكثر من 10 سنوات، وأصحابي شيوخ، وأمشي معهم، وسرعان ما أترك كل هذا فجأة، وأذهب وأعصي وأرجع عن التوبة، ثم بعد مدة تحدثني نفسي للرجوع مرة أخرى، فأرجع وأتوب فترة، ثم أترك كل هذا وأعود إلى المعاصي، وهكذا منذ كنت بعمر 20 سنة، والآن أنا بعمر 30 سنة، وقد بلغت نصف العمر -كما يقول عنه البعض-، ولم أحصل على شيء، وأخاف أن أموت وأنا هكذا، وأخاف أن أموت ولم أتب، ولم أحصل على شيء.