السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت على ضلال مبين لسنواتٍ، ومَنَّ الكريم -جل شأنه- عليّ بالتوبة، ووفقني لخير كثير، تركت ما يغضبه، والتزمت بهدي أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، أو أحسبني كذلك.
تعلمت كثيراً عن الدين، وبفضل الله وكرمه أحافظ على صلاتي، وأتقي الله ما استطعت، بفضله وكرمه.
طوال هذه السنوات بعد التوبة كانت الوساوس تؤرقني أنّ ما اقترفته في الماضي من خطايا سينفضح، وكنت -بفضل الله وكرمه- أدفعها، وأحتمي بذي الجلال والإكرام، ولم يخذلني، وأعلم أنه لن يخذلني أبداً، ولن يترك عبداً استجار به، وليس له من يدفع عنه الضر والأذى إلا هو.
ظللت هكذا لمدة أربع سنوات إلا أشهرًا معدودة، ونالت الوساوس مني، فبعثت برسالة لمن أذنبت معه فيما مضى، أسأله إن كان ينوي إيذائي أو فضحي، ويا ليتني لم أفعل، لم يرد علي هذا الرجل، فزادت الوساوس سوءاً!
أنا الآن في حال سيئة جداً، والله المستعان، لا أستطيع النوم، ولا الأكل، ولا الخروج، ولا أي شيء، فقد تملك مني الخوف، حتى أصبحت جثة هامدة، ولم يتعد على حدوث هذا الأمر إلا أسبوع واحد فقط.
راجعت طبيبةً فأخبرتني أن حالتي سيئة جداً، ويجب أن أهتم بغذائي، أنا لا أستطيع الأكل ولا الشرب، ولا أستطيع إيقاف هذا الخوف، يشتد بي الخوف لدرجة أني أجد صعوبة في التنفس، وأشعر بألم شديد في موضع قلبي.
أمي وأبي يتألمان لرؤيتي في هذه الحالة، وهذا يقتلني، أخاف أن أموت من شدة خوفي فأقهرهما، أعلم أن الله سيسترني، وسيجيرني من هذا الرجل؛ لأني استجرت به جل وعلا، لكن الوساوس تهزمني أحياناً، فيرجع شعوري بالخوف!
بماذا تنصحونني؟ كيف أخرج من هذه المشكلة؟ أدعو الله بأن يخبرني هذا الشاب أنه لا ينوي إيذائي، ولكن الانتظار يقتلني!
هل هناك أي أدوية تقلل هذا التوتر أو الخوف، وتساعدني لأعيش حياة هادئة؟ أعلم أن ما أنا فيه جزاء ما قدمت يداي، وقد تبت إلى الله على إرسالي هذه الرسالة لهذا الرجل، فأسألكم الدعاء أن يقبل الله توبتي، ويعفو عني ويسترني في الدنيا والآخرة.