الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات أرق وأعصاب مشدودة.. هل من علاج لها؟

السؤال

السلام عليكم.

بدايةً الشكر موصول لكل شخص يعمل في هذا الموقع.

منذ سنة وأنا أعاني من نوبات أرق، وعدم القدرة على النوم، يصاحبه قلق وتوتر، وتصبح أعصابي مشدودةً، ولا أستطيع الاسترخاء، وتكون لمدة يومين متتاليين في الأسبوع تقريبًا، ولا أستطيع النوم إلا بعد طلوع الشمس، وأحيانا بعد الظهر، أتمنى أن تصفوا لي علاجًا مناسبًا.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك، وعلى شكرك الموصول لكل الأشخاص الذين يعملون في إسلام ويب.

رسالتك تتعلق بموضوع نوبات الأرق، وعدم القدرة على النوم، والتي تحدث بشكل متقطع لمدة يومين متتاليين في الأسبوع تقريبًا، وهذا يعني أن بقية أيام الأسبوع لا تحدث فيها مثل هذه النوبات، وبالتالي هذا الأمر قد يكون له بعض المسببات.

الأرق والقلق يتناوبان، أعني بذلك أن القلق قد يُسبب الأرق، وعدم القدرة على النوم، وبالتالي عدم القدرة على النوم تزيد القلق أيضًا، وتجعل الإنسان يحس بأنه محتاج إلى أن ينام، ولكنه لا يستطيع النوم، وبالتالي يزيد القلق أيضًا، فهي حلقة مفرغة، كلٌ يؤدي إلى الآخر، وبالتالي نرجع إلى كيفية ممارسة الحياة بطريقة توقف هذه الحلقة المفرغة، أو يتم التحكم فيها، بحيث تتوقف هذه النوبات.

أولًا: لا بد من التفكير بشكل إيجابي في: ما هي مسبّبات القلق؟ هل هناك أشياء في حياتك تُسبب لك القلق؟ وإذا كانت هناك أشياء سواءً كانت عمليةً أو أشياء نفسيةً -أو كذا- فلا بد من معالجتها حتى يتم التخلص من القلق والتفكير السلبي.

ثانيًا: التوقف عن التفكير في موضوع النوم، النوم هو مسألة طبيعية تحدث للإنسان متى ما كان مستعدًّا للراحة والاسترخاء؛ فإنه سينام، وهذا شيء طبيعي، وبالتالي بما أنه لا يحدث في بقية الأسبوع فإنه شيء طبيعي أن يحدث في بعض أيام الأسبوع، ولكن التفكير فيه في حدّ ذاته قد يُسبب القلق، وبالتالي يُسبب الأرق.

الشيء الثالث الذي لا بد منه: هو تنظيم الحياة اليومية، بحيث نتيح لأنفسنا فرصة الخلود إلى الراحة والاستجمام بالليل، وخاصّةً أن عدم النوم في الليل قد يُؤثّر على الحياة اليومية في النهار، وبالتالي أخذ قسط من الراحة -بالذات في فترة المساء-؛ هذا مهمٌ جدًّا، وبالتالي لا بد من تنظيم حياتنا اليومية في النهار، بحيث نخلد إلى الراحة في المساء.

وهذا يتم من خلال ممارسة العمل في خلال اليوم، وعمل بعض البرامج التنظيمية للخلود إلى الراحة، ومنها على سبيل المثال فقط هو: عدم تناول وجبات الطعام في فترة متأخرة من المساء، بعد الساعة السابعة أو الثامنة مساءً، أو عدم تناول المنشطات عمومًا، والمنبهات مثل: الشاي، والقهوة، أو خلافه ممَّا يُنشّط ذهن الإنسان في فترة المساء.

أيضًا من الممارسات التي تساعد على الاسترخاء قبل النوم: أخذ حمّام دافئ مثلًا قبل النوم بساعة، وممارسة بعض ما يُساعد على الاسترخاء، كسماع القرآن، أو أداء بعض الصلوات، حتى تُهيئ نفسك إلى النوم في المساء، والحرص على أذكار المساء والنوم، حتى تساعدك على الاسترخاء.

هناك أشياء أيضًا تُساعد على الاسترخاء وإيقاف التفكير حتى تستعد للنوم، ومنها:

ممارسة التنفّس العميق، أو الاسترخاء العضلي والذي يُصاحبه التوقف تمامًا عن التفكير في أشياء وأمور سلبية في الحياة، والتفكير في أشياء إيجابية، وفي أشياء تساعدك على الاسترخاء، وبالتالي ممارسة بعض تمارين التنفس العميق، ثم إخراجه بشكل تلقائي، حتى يُساعد على التخلص مما يُسمّى بالعصبية الزائدة، بالذات في شد الأعصاب، وشد الجسم، ومساعدته على الاسترخاء.

هذه الممارسات عادية، ويمكن استصحابها معًا في عملية النوم وفي كل الأوقات، وليس بالضرورة في اليومين الذي تحس فيهما بحدوث مثل هذه الحالات.

أيضًا عدم التفكير في هذه المشكلة؛ لأن مجرد وضعها أنها مشكلة، وبالتالي التفكير فيها، وانتظار حدوثها في حد ذاته يُساعد على حدوث هذه النوبات.

أمَّا في حالة استمرارها بعدما تقوم بإعادة تنظيم الحياة اليومية، والخلود إلى الراحة، والابتعاد عن الأشياء المنشطة، واستخدام الاسترخاء، والخلود إلى الراحة في أوقات المساء؛ بعد القيام بكل هذه الأنشطة إذا استمرت عملية القلق، وعدم النوم، واستمرت لفترات طويلة، فإنه بعد ذلك يمكن أن تعرض نفسك على أحد الأطباء؛ حتى يقوم بعمل تقييم لحالة القلق الزائد خلال فترة النوم.

وأحيانًا أيضًا قد يحتاج الطبيب إلى مراجعة حالتك الصحية عمومًا؛ فبعض أنواع اعتلالات الجسم قد يُسبب مثل هذه الحالات أو حدوث هذه الأعراض، مثل نقص بعض الفيتامينات أو خلافه، وبمجرد عمل الفحوصات، وعمل الكشف الطبي العام قد يُساعد على التخلص من هذه الأعراض.

وفقك الله، وأعانك على التخلص ممّا تعاني منه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً