السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره ثلاث سنوات، ويقول: إن الله لا يحبه، وقد كرر هذا الكلام عدة مرات رغم أننا لم نتكلم بهذا الموضوع أبدًا.
السلام عليكم.
ابني عمره ثلاث سنوات، ويقول: إن الله لا يحبه، وقد كرر هذا الكلام عدة مرات رغم أننا لم نتكلم بهذا الموضوع أبدًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك ولابنك الصحة والعافية.
أولاً -أيتها الفاضلة-: إن الأطفال غير محاسبين على ما يقولونه في هذا العمر -كما تعلمين-، لذلك لا تنزعجي للأمر كثيرًا.
ثانيًا: لا يمكن تفسير ما يقوله الطفل على أنه حقيقة توصّل إليها أو أدركها وصدَّقها، فربما يكون تصوره لله تعالى وللحكم مختلف تمامًا عن تصورنا وإدراكنا، وهذا يتطلب أولاً معرفة مفهوم الطفل، فربما يقصد بذلك شيئًا آخر، وليس له علاقة بما يقول.
ثالثًا: ليس من المنطق أن نجادل طفلاً في مثل هذا العمر، أو نقحمه بالأسئلة التي لا يستطيع الإجابة عليها، فنخلق له تحدّيات هو في غنىً عنها، ولم يكن عقله مستعدًّا أو مُهيئًا لاستيعابها.
رابعًا: الأجدى والأمثل ألَّا نكرر السؤال له، وألَّا نُظهر الإعجاب أو الاستغراب لمقولته هذه، فيظلُّ يُكرِّرُها، سواء كان شعوريًّا أو لاشعوريًّا، ظنًّا منه أنّها تجلب اهتمام الآخرين، فالتجاهل وعدم إظهار أي ردة فعل ربما يُساعد في عدم تكرار هذا القول، وبالتالي ينسى ما اعتاد على قوله.
وأخيرًا: علينا أن نُشعره بعبارات مثل: (الله أعطاني كذا)، و(الله أعطاه كذا)، و(الله أعطاك كذا) إذا حصلنا نحن أو غيرنا أو هو على نعمة أو شيء من أشياء الدنيا الظاهرة، فيرسخ في ذهنه أن الله تعالى هو المُعطي لكل شيء، فنقرّب ذلك بالأشياء المحسوسة؛ لأن الطفل في هذا العمر لا يستوعب الأشياء المجردة أو المعنوية.
ونسأل الله تعالى أن يحفظه، وأن يغرس في قلبه الإيمان والتقوى، وأن يكون صالحًا بارًّا بوالديه، وأن يقرّ أعينكم به.