السؤال
أنا شاب أقدمت على خطبة فتاة، وعقد قراني عليها في مدة لا تتجاوز عشرة أيام من غير حصول تعارف كافٍ؛ لأن مجتمعنا منغلق ومحافظ لا يسمح بالتعارف المباشر، وكان تعارفي بها مجرد نظرات عابرة من بعيد.
والآن بعد عقد القران وبعد مرتين من اللقاء ظهر لي أشياء لم أكن أعرف وجودها فيها، مثل أن لديها أعمامها وأقاربها في مدينة أخرى، وعاداتنا الاجتماعية تحتم الزيارات والتواصل، وهذا ما لا أستطيعه لبعد المسافة ولضعفي وقلة حيلتي، كما أني عرفت فيها سمات خلقية كقبح وشذوذ أسنانها، وهذا ما لم أكن أستطيع العلم به قبل الارتباط، مع ضعف بنيتها وجسمها.
والخلاصة أني بعد اللقائين شعرت بالصدود تجاهها، وأنا الآن في ضغط نفسي، لا أدري ما أفعل، حيث استمر لدي هذا الشعور من النفور والتردد في إتمام الزفاف من عدمه إلى كتابة هذه الرسالة.
كما أن مجتمعنا محافظ، ولم أستطع مصارحة أبي وأمي بهذا النفور والصدود لأني متأخر في سن الزواج، فعمري حوالي 36 سنة، وعرضاً سابقاً علي الزواج من قريبات ورفضت! ثم اخترت بنفسي ويا ليتني أحسنت الاختيار أو رضيت به أو طابت نفسي له، مع العلم أن الفتاة ذات خلق حسن حسب الأقوال، ولكنها ليست ملتزمة دينياً بشكل تام.
فهى ليست منقبة، ولها اهتمام بالتصوير في أمور الزفاف، المهم أني الآن أعافها، فهل يصح أن أقدم على الزواج بهذه النفسية غير المنشرحة وغير المتقبلة للزوجة أو أطلق وأفارق، أمران أحلاهما مر!
ففي مجتمعنا سيؤدي ذلك إلى أذى نفسي للفتاة وأهلها كما سينغص على والدي اللذين ارتاحت أنفسهما لإقدامي وقبولي على الزواج، فهل أضحي بسعادتي أول الزواج عسى أن تتغير الأمور بعد الزواج وتنشرح النفوس أو أحجم؟
أرجو النصح والدعاء وبشكل عاجل، ولكم خالص الشكر والتقدير.
والآن بعد مرور 6 أشهر على الزواج لم يتغير شعوري، بل إني أصبحت كئيباً، كما إن زواجي أحدث أثراً عكسياً، فبدلاً من أن يساعدني على غض البصر أصبحت أطلق بصري إلى النساء، وأقارن بين زوجتي والنساء!
مع العلم أني قبل الارتباط كنت أغض بصري، إلا أني قد فرضت عليها النقاب ورضيت بها، وكما أنها تحافظ على الصلاة إلا أن الجانب الديني والأخلاقي فيها لم يعد يقنعني، فهناك الكثيرات أفضل منها دينا وجمالا، وهذا ما بدأت أراه.
الخلاصة: أني دخلت في حالة من الاستغراق في التفكير في هذا الزواج والمراجعة، لما حصل معي وأني لو كنت فعلت كذا أو كذا، وأصبح هذا الأمر وسواسا مسيطرا علي، مما أدى إلى عدم خشوعي وإلى استغراق هذا الأمر في عقلي، فضعف ذكري لله، وزاد قلقلي، مما أدى إلى أثر سلبي على مجمل حياتي، فلم يعد لدي حافز ولا طموح لتطوير حياتي.