السؤال
السلام عليكم.
ابني عاق ويؤذيني بتصرفاته، عمره ١٧عاماً، بماذا تنصحونني؟
السلام عليكم.
ابني عاق ويؤذيني بتصرفاته، عمره ١٧عاماً، بماذا تنصحونني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نغم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
بدايةً نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يصلح حال ولدك، وأن يجعله نافعاً لك في دنياك وآخرتك.
كما نوصيك -أختنا الكريمة-:
أولاً: بالصبر، وتحمل هذا الأذى.
وثانياً: بمعرفة الأسباب التي كانت وراء عقوق ولدك؛ فمعالجة الأسباب تؤدي إلى علاج المشكلة.
ثالثاً: ننصحك بمحاولة إصلاح ولدك، وأن لا تيأسي من هذا الإصلاح، فإن الله تعالى قادر على تغيير الأحوال؛ فقلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فخذي بالأسباب لإصلاح ولدك، واستعيني بالله سبحانه وتعالى، وهذه الأسباب:
1- دعاء الله تعالى الدائم له بالصلاح والهداية.
2- محاولة اختيار رفقة صالحة يصاحبونه؛ فإن الإنسان يتأثر بجلسائه لا محالة، فهو مدني بطبعه، والناس يقولون: الصاحب ساحب، ويقولون: الأخلاق سراقة -يسرق الناس أخلاق من حولهم فيتخلقون بها ويتصفون بها-، فحاولي أن تكوني بيئةً طيبةً حول ولدك في أن تربطي علاقات أسرية للأسر التي فيها الشباب في سنه، ويكونون صالحين متأدبين، وحاولي أن تستعيني بأقاربك الذكور ليعينوك على تحقيق هذا الهدف.
3- حاولي أن تعالجي المشكلات التي أدت به إلى العقوق إذا كانت هناك مشكلات؛ فغالباً ما يكون العقوق ناشئاً عن أسباب سابقة، منها: التقصير في تربيته منذ صغره، ومنها إساءة معاملة الوالدين له في بعض الأحيان، ومنها سوء العلاقات بين الوالدين، ونحو ذلك من الأسباب التي تنشأ عنها نفسية الطفل المتمردة، فحاولي معالجة هذه الأسباب بإيصال مشاعر مغايرة إلى ولدك، فما تجدينه في قلبك من الحب له والحرص عليه صرحي به له، واعكسي له تصرفات تدل عليه، فربما يكون في غفلة عن هذه المشاعر التي يحتويها بلا شك قلب الأم.
4- حاولي أن تغرسي في قلبه الوازع الديني، والخوف من عقاب الله سبحانه وتعالى، بوعظه، ويستحسن أن تكون هذه الموعظة بطريق غير مباشر، فيسمع بطريق غير مباشر عن عقوق الوالدين، وعاقبة هذا العقوق، وما أعده الله تعالى من العقاب للعاق لوالديه، كحرمانه من دخول الجنة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة عاق"، فحاولي أن توصلي إليه هذه المواعظ، فإنها تحجزه -بإذن الله تعالى- عن مزيد من العقوق.
والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الإيمان قيد الفتك"، فحاولي أن تسمعيه المواعظ التي تذكره باليوم الآخر، والجنة والنار، ولقاء الله، خذي بهذه الأسباب ما استطعت، وتوجهي إلى مسبب هذه الأسباب وهو الله، وأحسني الظن به أن يصلح ولدك، واصبري حتى يرفع الله عنك هذا البلاء.
نسأل الله سبحانه وتعالى لك صلاح الولد وهدايته.