السؤال
السلام عليكم.
في السنوات الأخيرة أصبح أبي يتشاجر مع أمي باستمرار، وكلما خرج من مشكلة دخل في أخرى، وأصبح الضغط عليها شديدا، وحالتها النفسية أصبحت سيئة جدا، وأصبح يسيء إليها في الأيام الأخيرة ويسبها ويستحل أذيتها، ويقول لها أن الزوج يحل له أن يسبها ويشتمها ويسيء إليها، وأن الله شرع له ذلك، وهي لا يحق لها أن ترد عليه، وهي أصبحت من شدة الظلم ترفع صوتها وتحاول أن تدفع عن نفسها الظلم، وأبي يقول لها أنها لا يحق لها حتى أن تتنفس، أو تقول شيئا، ويقول لها أنها ناشز لأنها تدافع عن حقها، وفي المشكلة الأخيرة ظلمها ظلما شديدا وزاد في أذيتها.
أمي تعطي دروس قرآن للأخوات أونلاين مجانا لوجه الله، وهي تأخذ دورات حتى تتعلم كيف تعلم الأعاجم باللغة الإنجليزية قراءة القرآن، وتحاول أن تدعو إلى الله، وهي لا تزور أهلها أبدا لأنهم في مكان بعيد، ولا تعرف إلا هذه الصحبة الصالحة، وهن يخففن عنها كثيرا مما هي فيه، وهي تحبهن، وأبي في المشكلة الأخيرة أخبرها أن تحذف كل المجموعات التي تعطي فيها دروس القرآن، وألا تعرف أحدا ولا تكلم أحدا غير أخواتها، وذلك حتى ينتقم منها بغير سبب، ظلما فقط، فهل يجوز له أن ينتقم منها في طريق الله عز وجل؟ وأنا أيضا وأخوتي أمرنا أن نحذف كل المجموعات التي نتعلم فيها.
وأمي لو سمعت كلامه سيزيد ذلك من الضغط عليها، ولعلها تفتن في دينها لو ابتعدت عنهن، وتفعل شيئا في نفسها لأن الإنسان ضعيف لوحده، وهي لا تستطيع طلب الطلاق منه، لأن لا يوجد لها مكان تذهب إليه، فهل يجوز لها ألا تطيعه وتعطي الدروس؟
أمي تبكي من شدة الضغط حتى عظام رأسها أصبحت تؤلمها، وتدعو الله ليل نهار وتستغفر وتجعلنا ندعو ونستغفر أيضا حتى يفرج الله عنا الكرب، وأسأل الله أن يفرج الله عنها قريبا، آسفة مرة أخرى على طول السؤال، ولكن إن لم أتحدث عن جزء من المشكلة فلن تستطيعوا فهم موقف أمي.
هل يجوز لأمي عدم طاعة أبي في ترك المجموعات التي تعطي فيها القرآن، والتي هي صحبة صالحة تخفف عنها؟
علما أن أمي لا تذهب إلى أخواتها لبعد المسافة، ولعدم إعانتها على طاعة الله، وأيضا لا تعرف أحدا في هذه المنطقة، ودائما هي معنا في المنزل ولا تخرج، وهل يجوز لأمي أن تكمل الدورات التي تتعلم فيها كيف تعلم الأعاجم قراءة القرآن الكريم؟
مع العلم أن أبي أمرها ألا تتعلم شيئا، هل يجوز لأمي أن تعطي دروس اللغة العربية بمبالغ رمزية لأنها تحتاج إلى ذلك؟ وأبي أيضا قد أمرها أن تترك هذا العمل، وهل يجوز لي الدخول في بعض الدورات التي أتعلم فيها العلم الشرعى المفروض علي شرعا، وأن أكمل التعليم في بعض الدورات التربوية مثل دورة ( أمومة واعية ) التابعة لمركز آيات، حتى أتعلم من الآن كيف أختار زوجي وكيف أربي أطفالي حتى لو رفض أبي أن أكمل فيها؟ وهل يجوز لي أن أدخل في بعض الدورات من العلم الشرعى غير المفروض علي مثل دورات لدفع الشبه عن السيرة والرسول صلى الله عليه وسلم، ودورات عن الدعوة إلى الله حتى لو رفض أبي؟