السؤال
السلام عليكم.
تربيت في بيت فيه الأم نرجسية متسلطة والأب غائب، نشأت على الخوف من أمي ومن غضبها المخيف، فكنت تلك الفتاة المطيعة الملتزمة البارة التي تعمل تحت أقدام والدتها، وكانت ترضى أحيانا وتغضب أحيانا كثيرة بدون سبب، كنت الكبرى وعندي فقط أخت أصغر مني، تحملت مسؤولية البيت في عمر صغير جدا، لأن أمي كانت تشعرنا بأنها المضحية، والتي تتعب من أجلنا، وتشعرنا بالذنب وتغضب وتصرخ وتضرب لأتفه الأسباب.
كان البيت عبارة عن بركان لا ندري متى ينفجر، فكنت أتحمل مسؤولية البيت من طبخ وتنظيف وترتيب، ظناً مني أن ذلك يريح أمي ويرضيها ويرضي الله، قسم الله لي الزواج ورزقت بأربعة أطفال، اكتشفت أن عندي وسواس وقلق من كل شيء، لا أشعر بالرضا والسعادة أبدا، ليس عندي هوايات أو وقت خاص لي، أشعر بالذنب عند ممارسة أي نشاط بعيداً عن أمي.
فأنا أحاول إرضاء الجميع، بما فيهم أمي التي تتهمني بالتقصير والبعد، مع أنني أزورها تقريبا في الأسبوع ثلاث مرات، وأطبخ لها وأشتري لها الهدايا والاحتياجات، وأتكلم معها عدة مرات في اليوم، وأُسمعها من طيب الكلام، وهي بكامل صحتها وقوتها، تريد التدخل بعلاقاتي مع صديقاتي وعائلتي، لا أعرف ما هي ضوابط العلاقة مع الأهل بعد زواج البنت؟ أشعر بأنني أعيش من أجل الجميع وأنسى نفسي، دائما عندي قلق وخوف من غضب الله وغضب الوالدين، دائما أحس بالذنب تجاه بيتي وأطفالي وزوجي، أشعر أنني مقصرة في ديني، أشعر بأنني فاقدة الأمان وكأن أمي تترصد أخطائي وتقصيري رغم مسؤولياتي الكثيرة، هل أنا مقصرة وأستحق العقاب؟