السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مسلم، وأحاول أن التزم بما قاله الله لي من أوامر ونواهي، كعدم فعل الحرام، وبر الوالدين و غيرهما.
وأنا -الحمد لله والشكر لله- مريض نفسي بمرض يسمي اضطراب الشخصية الحدية، وأينما أنظر على هذا المرض يذكر أنه بسبب إساءة الوالدين للأبناء، وهذا يأتي بكل الأشكال، نفسيًا وجسديًا، وأي شكل قد تأتي الإساءة به.
وعلى هذا المنطق أنا حاولت أن أعلم إن كان مثل هذا الشيء ينطبق عليّ كمريض بهذا المرض -الحمد لله-، وتم تشخيصي من قبل متخصص في الأمراض النفسية، ولكن عندما أحاول أن أتذكر من الماضي الخاص بي، لا أجد ما أتذكره ومعظم ذاكرتي من ماضي الخاص بي من الطفولة وغيرها وأنا عندي 18 سنة لا أستطيع تذكر الكثير منها.
وعند بحثي عن سبب ذلك هو أن العقل يرى ما يؤلمه، ولا يستطيع التعامل معه فيخفيه عنك، وبذلك لا تستطيع تذكره كوسيلة دفاع للعقل عن نفسه، وتخفيف الألم عنك.
وإذا كان عن ما أتذكر من مظاهر الإساءة، فهناك ذكري بعيده لضرب والدي لي، وأنا صغير في السن قبل ال7 سنين حتي نزف أنفي، وحتى إن اضطرّت أمي للتدخل حتى لا يفعل بي المزيد (وكان سيفعل).
حدوث مشاجرة بيني وبين والدي في سن الـ16 بسبب أني لم أريد أن أعطيه حاسبي المحمول الذي كنت ألعب عليه، وأنا في إجازة الصيف، ففي هذه المشاجرة ضربني والدي مرة واحدة، ولكن بقوة حتى اصطدم وجهي بالباب، ونزف حاجبي، بسبب ذلك، وتبرأ مني ورماني بألفاظ خارجة لا أقدر على أن أذكرها هنا، وأمي فعلت بي نفس الشيء. وبسبب مرضي النفسي فأنا كنت أريد أن أنتحر وما زلت لحد ما، فأمي كانت لسبب أو لآخر تأمرني أن أذهب، وأقتل نفسي حتى ترتاح هي ووالدي مني، وهذا الأمر لم يكن مرة أو مرتين كان على الأقل أربع مرات، وكانت تقلل من معاناتي من المرض النفسي الذي عندي، وأنا قبل ال14 من عمري كنت متألم جدا من شيء فعلوه فواجهتهم بها ولكنهم قالوا أنهم لم يفعلوا شيئاً من هذا القبيل، وأني مخطئ في ذلك، وحتى لم يحاولوا أن يعلموا لماذا أنا أقول ذلك، ولم يعطوا اهتماماً لعاطفتي، وإحساسي على الإطلاق وهذا حدث عدة مرات لا أتذكر منها إلا هذه.
ولكني -الحمد لله- لا أنكر فضل والديّ في إطعامي وتربيتي، ولكني متألم جدًا، ومرضي يجعل هذا الألم موجع جدًا، وأنا حول والديّ أشعر بالخوف منه لدرجة لا تتخيلها، وأمي أخاف أن أكلمها في أي شيء لكي لا تفعل مثل ما فعلت بي.