السؤال
الدكتور محمد عبد العليم، حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُجدد شكري وامتناني لكم، ولموقع إسلام ويب، لتقديمكم هذه الخدمة التي أنقذت وتنقذ حياة أناسٍ كثيرين، وتأخذهم نحو الأفضل.
لدي عدة أسئلةٍ عامةٍ بخصوص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
أنا مصابٌ به مذ كان عمري 13 عاماً، والآن عمري 23 عاماً، تستطيع القول بأني والمرض كبرنا سوياً، فمررت بكل ما يمكن المرور به من مراحل الاضطراب.
(1) تبلورت لدي قناعةٌ بأن العلاج بشقيه مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج، عديم القيمة وخدعةٌ كبيرةٌ؛ على الأقل بالنسبة لي وللحالات المماثلة، لقد لاحظت بعد 10 سنوات من التعايش مع المرض، بأن هناك مرحلةً معينةً من الاضطراب - وتحديداً بدايات قطب الاكتئاب- يجب أن تمر كما هي، ويرفض حينها الجسم أية علاجاتٍ.
على مدى السنوات الماضية كانت انتكاساتي –وهنا أقصد حدوث قطب الاكتئاب– جميعها تبدأ بنوبات هلعٍ حادةٍ تستمر لأسبوعين أو ثلاثةٍ، ثم يحدث اكتئابٌ جسيمٌ لا أستطيع معه حتى أن أغسل وجهي صباحاًّ! بعدها بثلاثة أشهرٍ يبدأ الاكتئاب بالاختفاء تدريجياً، وفي مرحلةٍ ما من التحسن، تستطيع الأدوية العمل، هذا ما قصدته بعديمة النفع.
ما يحدث معي هو فشل جميع الأدوية في التغلب على الاكتئاب، ونجاحها فقط حين تكون حالتي في قطب الهوس -أو عهد الهوس- حينها تستطيع الأدوية العمل، وانتشالي من نكسات الاكتئاب العرضية بسرعة، لأن الجسم يميل في تلك الفترة بالأساس لزيادة بعض السيالات العصبية، فتجد الأدوية بيئةً خصبةً للعمل، بعكس فترة قطب الاكتئاب.
ما وصلت إليه هو أن كل هذه الأدوية تعالج بعض الأعراض الثانوية للاكتئاب تحديداً، وليس العرض الأساسي وهو الاكتئاب بحد ذاته واسوداد المزاج، كل ما كان يفعله مضاد الاكتئاب هو إعطائي بعض الطاقة للتحرك والقيام بالأعمال الضرورية، وكذا مثبتات المزاج، كانت تعطيني سيطرةً أكبر على النفس، وفي كلتا الحالتين يبقى الاكتئاب مسيطراً.
(2) إذا ما افترضنا أن الأدوية تقوم بعملها، والشخص مستمرٌ على العلاج مذ سنتين، وحدثت انتكاسةٌ، فكيف سيكون استمراره على العلاج من جديدٍ؟ لو كانت المثبتات مثلاً تستطيع السيطرة على المرض لنجحت في اتقاء الانتكاسة، فكيف ستعالجها من جديدٍ؟
(3) إلحاقاً بالسؤال الأول، هل هناك مرضى لا يستجيبون للعلاج وآخرون يستجيبون؟ ما هي آلية عمل "أو عدم عمل" علاجٍ معينٍ على تحسين مزاج المريض؟ هذا إن كانت هناك آلية عملٍ أساساً.
(4) أنا الآن أعيش على أملٍ -رغم أن الله ابتلاني، وابتلى من هم مثلي- بإصابةٍ في مركز الأمل، آمل أن يتم إيجاد علاجٍ حقيقيٍ لهذا المرض الذي تستحيل به الحياة، نعم تستحيل، ولست أتكلم الآن من منطلق المكتئب، فحالتي تتحسن، لكنك تفضل الاحتراق على أن يلسعك أحدهم بالجمر كل برهةٍ من الزمن!
أسألكم وأجيبوني بصدقٍ، هل هناك أبحاثٌ تشير إلى حلولٍ حقيقيةٍ وجديدةٍ للمرض؟ خصوصاً أن آلية حدوث المرض، وآلية علاجه، غير مؤكدةٍ، وغير مثبتةٍ.
أعتذر عن الإطالة، لكني أعتقد بأنها أسئلة جوهرية ستفيد كثيراً من المصابين.
تقبلوا احترامي وامتناني، ودمتم سالمين.