السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بأن لدي وهم المثالية، فأنا حينما أرى الخطأ أغضب، ففكرة وجود شر بالعالم تغضبني، أحاول دوماً أن أصل إلى النتائج في أغلب الأمور دون جهد أو سعي، وبالأخير لا أنجز أي شيء.
وهناك شيئا آخر وهو أن لدي وسواسا لنصح الآخرين، أشعر بأنني سيئة إن لم أنصح أحدا، وفي الآونة الأخيرة أشعر بأن الكثير يغضب مني لشدة نصحي لهم وبشكل وسواسي، أعرف بأن النصيحة أمر مهم، ولكن أنا أيضاً بدأت أشعر بالغضب وببعض الطاقات السلبية، وأنا أتسائل فقط، ما السبب؟
لدي رهاب اجتماعي، وأنا لا أحب الذهاب للمدرسة، قبل أن أذهب كنت دوماً أشعر بنقص الطاقة، وكأنني أذهب بلا سبب، أغلب ما أفعله في يومي هو استعمال الهاتف، فإن لم أستعمله قد أجلس مع الآخرين قليلاً أو غالباً أنام لمدة طويلة.
وأخيراً أنا أشعر بالذنب، أشعر بالذنب من شرور هذا العالم حتى وإن لم أفعلها! أشعر بالذنب حينما أنصح، وحينما أمتنع عن النصح، حينما أتحدث مع أحدهم، وحينما أصمت، حينما أنام وأستيقظ.
أفكر كثيرا، وألازم الجلوس في محيط الفراغ، أشعر بالوحدة، وما يخيفني هو أن أبقى هكذا طوال حياتي، لا أنجز شيئاً وأهرب دوماً من المواجهة؛ لأني أبحث عن النتائج دونما البدايات وعثراتها؛ لأنني لا أعرف التعامل مع البدايات.
وشيء آخر لقد نصحت بعض الناس، وأنا أخاف من كوني نصحت بنصائح خاطئة؛ لأنني لا أدرس الشريعة مع أني بحثت عن دلائل في بعض الأمور وأخرى لم أكن أعرفها، أخاف من كوني قد أخطأت، أو تحدثت عن شخص بغير حق، وأشعر بأنني ضائعة من هذه الناحية، أكره الشر والخطأ.