السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب في سن الـ 16، وطالب في الصف الثالث الثانوي، بدأت في بداية العام بالاجتهاد والإعداد لتحصيل العلامات العالية في الامتحان نهاية العام، كنت متفائلاً مبتهجاً متوكلا على الله سبحانه، كما حاولت التوفيق بين الدراسة والعبادة، فكنت أصلي في المسجد معظم الصلوات، وقبل بداية العام عزمت على ترك كل ما يغضب الله سبحانه، وبدأت بحفظ القرآن الكريم، وأردت بذلك مرضاة الله تعالى، وكنت قدر المستطاع أحاول مساعدة الآخرين ورسم البسمة على وجوههم، ولكنني مع الأسف وبعد مرور ثلاثة أشهر من التفوق والجد والعلامات العالية بدأت حالتي بالتدهور!
كان الأمر في البداية مجرد خوف وقلق وتوتر شديد من أعباء الدراسة، ثم تطور الأمر لأشعر بضيق شديد في صدري، حاولت بشتى الوسائل التخلص منه وما نجحت، وصولاً إلى تلك المرحلة التي صرت أعود فيها من المدرسة وأبدأ بالدراسة فلا أقدر، أحاول الحفظ بالتكرار والتكرار والتكرار وكل ذلك بلا جدوى، كما أنني لم أعد قادراً على استيعاب المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء، كنت في البداية أبكي وأرجو الله أن يعيد إلي قدراتي، وكنت أقرأ أدعية الحفظ وأذكار الصباح والمساء، ولكن الأمر ازداد تعقيداً، فما عدت أذهب إلى المدرسة، ولم تجدِ محاولات والداي وأقاربي ورفاقي نفعاً معي، ثم فقدت شهيتي بشكل كامل وأصبحت أنام بشكل مفرط ولم أعد أجد المتعة في أي شيء، وما عدت أهتم بالحياة.
ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين وأخبرني بأنني أعاني من الاكتئاب، ووصف لي دواء أتعاطاه منذ عشرة أيام، علماً أن والدي يقول بأنه لا حقيقة للاكتئاب وما هو إلا ضعف إيمان وبعد عن الله، وآخر ما وصلت إليه حالي هو فقدان المشاعر لا حب ولا كره ولا حزن ولا فرح ولا ضحك ولا حتى بكاء.
أنا الآن أكتب ما أكتب وأرجو من الله أن يكون الحل القاطع لديكم، أرجو إجابتي بشكل مفصل، فقد لجأت إليكم بعد أن عجزت عن إيجاد حلٍ لمشكلتي عند الأطباء ورجال الدين، كما أني أخشى أن الأطباء يصفون مضادات الاكتئاب مباشرة لكل مهموم.
أرجو النصيحة فأنا أحس أن الدنيا أغلقت أبوابها بوجهي، وأخاف أن أبقى على حالي لفترة طويلة، وألا أصل إلى ما كنت أحلم بتحقيقه من النجاحات وأسعى إليه، فلم أستجب لتعنيف والدي لي ولا حتى ضربه لي في إحدى المرات.
أخاف أن يكون ما أمر به هو عقاب وغضب من الله. أنا أنتظر منكم الإجابة والحل كي تعود إلي بهجة الحياة، وجزاكم الله خيراً.