السؤال
السلام عليكم.
أنا بنت في بداية العشرينات من عمري، أعاني من ظلم أمي وقسوتها عليّ ودعائها عليّ كل يوم جمعة بإجازتها الأسبوعية، رغم أني لم أخطئ بشيء معها وأني بنت أمشي بالطريق الصحيح وأخاف الله، لكن أمي توقع المشاكل دائماً سواء معي أم مع الأقارب، وصرنا مقطوعين من جهة الأم وجهة الأب، ولم يعد لي لا عمات أشكو لهن ولا خالات ألجأ إليهن، والسبب كله من أمي، فلم يعد أحد يسأل عنا.
ومن جهة أخرى أمي تتهمني بأني أتكلم عليها لأقاربنا وأشكو من قسوتها، ولكن الحقيقة أني أخاف أن أقول لهم شيئاً؛ لأني أعرفها ستقسوا عليّ، لكنهم يرون قسوتها، وكيف تؤذيني وتضربني لأشياء لا تستحق ذلك أبداً حين كانوا يزوروننا، لكن حدثت مشاكل كثيرة بسببها حتى قطع عنا الجميع، وزادت بقسوتها عليّ، وتتخيل أشياء ليس لها وجود، فحين أفتح النت تتصور أني أقيم علاقات مع شبان، والموبايل دائماً تأخذه مني بالخفاء ظناً منها أني أتصل بشابٍ ما! وكلما تتشاجر معي تقول ذلك لأبي وتريده أن يمنعني من الإنترنت والموبايل، لكن أبي يثق بي وأحلف له بأن كل ما تقوله أوهام، والحمد لله؛ هو يصدقني؛ لأنه يعرفني جيداً ويعرف أخلاقي التي لا تسمح بأن أفعل هذه الأشياء، ويقول لي: لا تأبهي بها لأني أعرفكِ جيداً وهي تتخيل ذلك لا أكثر، فهي تقول لأبي عني أشياء غير صحيحة؛ لأنها تستمتع بضربه لي وكأنها ليست بأمي التي ولدتني!
ولا أعرف لماذا تقسوا عليّ أنا من دون إخوتي الذكور الذين تحبهم حباً شديداً؟ وكل يوم تصر على إيذائي وجعلي أخدم في البيت، فلم أحس يوماً أن لي أما حقيقية ولم أحس بحنانها؛ لأنها أهملتني منذ صغري واعتنت بإخوتي فقط، إضافة إلى دعائها عليّ كل يوم جمعة بإجازتها، تدعو عليّ أن أعيش طوال عمري حزينة وكئيبة، ولا أتزوج أبدا! وتدعو أيضاً بأن أبقى هنا في البيت أخدمها وأخدم زوجات إخوتي، وأدعية أخرى تتمناها لي وتدعوها بكل جوارحها لأني أحاول دائماً إصلاح المشاكل التي وقعت بيننا مع كل الأقارب، ولا أرضى عن الأخطاء التي تفعلها بإيذاء غيرها بكلامها، فهي هكذا دائماً مع كل الناس الذين تكرههم خاصة أنا.
وكلما يأتي شاب يريد أن يتزوجني عن طريق صديقاتي أغلق الموضوع؛ لأني إنسانة وحيدة وأمي لن ترحب به، إضافة لذلك أخجل من نفسي لو صارت خطبتي وسألني: أين أقاربكِ وأين عماتكِ وخالاتكِ؟ بماذا أجيبه؟، هل أقول له: إننا مقطوعون من جهة أبي وأمي أم ماذا؟ أكيد أنه سيتركني بعد ذلك!
إضافة لدعاء أمي المستمر بأن الله لا يوفقني ولن يكتب لي الزواج، أثر عليّ كثيراً حتى صرت أستحي أن أدعو الله بأن يرسل لي إنساناً صالحا يخلصني من ظلم أميٍ، فما عدت أدعو بذلك لأني أعرف دعوة أمي هي المستجابة، ودعائي غير مقبول؛ لأنها أمي ودعاؤها مستجاب، فحقا ذلك جعلني أيأس من الدنيا وأنا أرى جميع صديقاتي تزوجن، وهن سعيدات مع أزواجهن وأمهاتهن إلا إياي، وحيدة ليس لي أحد غير الله وغيركم، حيث أسألكم أن تساعدوني، أرجوكم، وماذا أفعل مع أمي؟
وجزاكم الله خير الجزاء.