السؤال
السلام عليكم.
عندما كان عمري 13 سنة حاولت الانتحار بشرب أدوية، ولم يحصل شيء، وأنا اليوم عمري 19 سنة، وجاءتني وساوس أنه سيحصل لي شيء بسبب تلك الأدوية، فهل يمكن أن يحصل لي شيء بعد هذه السنوات؟
السلام عليكم.
عندما كان عمري 13 سنة حاولت الانتحار بشرب أدوية، ولم يحصل شيء، وأنا اليوم عمري 19 سنة، وجاءتني وساوس أنه سيحصل لي شيء بسبب تلك الأدوية، فهل يمكن أن يحصل لي شيء بعد هذه السنوات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ندعو الله لك بالصحة والعافية، وأنت ما زلت في مقتبل العمر، وأمامك الكثير لتفعله في طاعة الله، ولو تذوقت طعم ركعتين لله في جوف الليل لربحت الكثير.
الدنيا التي ينشغل بها البعض لا تساوي عند الله جناح بعوضة، كما في الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تساوي الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء) رواه الترمذي وصححه، والمعنى لا يوجد في الدنيا شيء يساوي أن تعصي الله سبحانه وتعالى من أجله، وأن الدنيا كلها لو كانت في يدك ما قربك ذلك شيء من الله إلا بطاعته، ولو حرمت الدنيا كلها ما أبعدك ذلك عن الله ورحمته.
إن قرار إزهاق النفس والموت منتحراً خطأ جسيم، فلا ربحت الدنيا ولا ربحت الآخرة، وللتخلص من تلك الأفكار عليك أن تلتزم الصلاة وقراءة ورد يومي من القرآن، وأن تجتهد في دراستك، وأن تبتعد عن المعاصي، وأن تبر والديك وتطيعهما، وتغذي بالتالي روحك ونفسك كما تغذي بدنك، ويستقيم حالك بعدها، وتظل سائراً في معية الله سبحانه وتعالى.
تجربة الانتحار في الثالثة عشرة تجربة طفولية كما كنت طفلاً، ولذلك لم يشأ الله أن تموت وأنت صبي لم يبلغ الحلم، وفي الغالب فإن الأدوية التي شربتها لا تؤدي إلى الانتحار حتى ولو أكثرت منها، وهذا فضل ورحمة من الله، وينتهي مفعول الدواء بمرور ساعات على تناوله.
لذلك لا خوف من تأثيره الآن، لأنه بكل بساطة غير موجود، ونرجو لك التوفيق والصلاح، والعمر المديد في طاعة الله، مع ضرورة تجنب الألعاب التي تخدر عقول الشباب، وتأمرهم بأفعال لا يرضى الله عنها، وتسيطر عليهم، وتصل بهم إلى الانتحار.
وفقك الله لما فيه الخير.