السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أنا أكتب هذه الكلمات وأنا مثقل بالهموم، أشعر كأنها جبال من الأحزان والمشاكل موضوعة فوق كاهلي ومحفورة في قلبي، وتأكدت أن الآلام النفسية تقتل الإنسان أكثر من الآلام العضوية.
خسرت كل شيء، لا دراسة ولا عمل، وكثرة الفراغ القاتل، والسبب الاكتئاب الذي حرمني الحياة، مشاكل نفسية لها عديد السنين لم أجد لها حلا، ربما أنساها، ولكن بعد فترة إلى نفس النقطة العقل يعود، إلى نفس التفكير، صرت أرى أن طريقي مظلم من أمامي ومن ورائي، حاولت كثيراً أن أتدارك الموقف ولكن قلبي وعقلي يأبيان ذلك، لأنني لم أجد الحل، الاكتئاب دمرني وقتل الابتسامة على شفتي، لقد وجدت نفسي وحيداً بين الناس، ما فائدة كثرة جموع الناس وأنت تشعر بالوحدة، حاولت أن أتناسى، ولكن وجدت نفسي أترجح بين الموت والحياة، لم أجد أي أحد يهتم بي ولا أحد يحبني، الكل مهمتهم فقط الإيذاء، الكل تركني وابتعد عني، لقد أعطيت من أحبهم كل شيء، ولكن لم أقابل بالحب، أصدقائي الذين أحببتهم طعنوني في ظهري وابتعدوا عني، حبيبتي التي عشقتها من قلبي تركتني وحيداً وقابلتني بكلمة لا أحبك أبداً، وغير أنني فعلت كل شيء من أجلها.
أصبحت وحيداً أصارع الحياة بين أربعة حيطان، كل حائط شاهد على ما يمر علي من ألم نفسي، حاولت الانتحار قبل الآن كم من مرة، وكل مرة تأتيني فكرة للانتحار، ودائما أفلت من الموت، ولكن هذه المرة أنا عازم على التخلص من نفسي لأنني لم أعد أتحمل الدموع، دائما ما تتساقط على خدي، كأنني أبكي الدم بدل الدموع، أريد الموت رغم معرفة أنه يوجد عذاب في الآخرة، ولكن لم أعد أقوى على التحمل، الوحيد الذي سيفهمني هو من مر بالحالة التي أنا عليها، يوجد أناس تخلصوا من حياتهم، ويوجد من استطاعوا المواصلة، وأنا من الفئة الأولى.
حاولت أن أتناسى وأن ألفت انتباهي إلى أشياء أخرى، لكن لا جدوى من ذلك، عمري يضيع هباء منثورا، وأنا أنظر إلى سنين حياتي، وأنا أموت ألف مرة عوضا أن أموت مرة في اليوم، أريد أن أنتحر وأموت مرة واحدة، لكي يرتاح الناس مني وكل شخص يظن أنني أسبب له متاعب في حياته، ولا أريد أن أتعب أحداً معي في مشقتي مع الهموم.
أنا أعرف أن قتل النفس من المحرمات، وأعرف أنه من يقتل نفسه يتبوأ مكاناً له في الجحيم، ولكن بآلامي صرت أشعر كأنني أتنفس من خرم إبرة، ولا أستطيع تحمل الكدرات التي أثقلت كاهلي، وأرى أن الأمر يزداد سوءاً يوما بعد يوم، وأنا لم أحرك ساكناً.
لم أتلق المساعدة من أحد، لقد لمحت للمقربين مني، ولكن لا أحد حاول مساعدتي، على الأقل سماعي، الكل يقول إن الموت حرام وسوف تدخل جهنم، والكل يقول إنك تتحدث عن الموت دائماً، ويزيدون الطين بلة، ولكن لا يشعرون بالآلام النفسية التي أشعر بها، أو على الأقل يتفهمون مشاعري ويذكروني بجمال الحياة.
أريد أن أحيا الحياة ولكن نفسي تجرني نحو الموت، وأجد صعوبة في مقاومة ذلك، أتمنى منكم النصح والإرشاد إخواني.