السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 20 سنة، سعودي.
يا أخوتي بالله تعبت في هذه الحياة، انتشر الفساد في كل مكان، والظلم أصبح من القواعد الثابتة في هذه الحياة، أصبحت أرى الناس تظلم هنا وهناك، لا يكاد يمر يوم حتى أرى وأسمع صرخات الناس التي تحمل ضعف الضعفاء وعجزهم عن فعل أي شيء لحماية أنفسهم أو أعزائهم.
صرخات الناس وآلامهم التي أسمعها برأسي كل يوم، وكل مشاعرهم التي تولدت بسبب الظلم تطعنني في قلبي، أشعر بتلك الطعنات التي لا نهاية لها في قلبي، تحطمت! أريد أن أقدم شيئا لحماية المظلومين، أريد أن أعطي وأساعد المحتاجين، أريد أن أسعد الحزينين والوحيدين، أريد أن أسكن مع من لا بيت له، أريد أن أمحو الآلام.
لا بأس إذا تألمت أنا، لا بأس إذا مت أنا، لكن رؤية المظلوم يُظلم شيء يسحق أعماقي، ولم أعد أطيق الحياة بسبب كثرة الظلام فيها، لم أعد أستطع رؤية النور، ولكنني أصدق وأؤمن بوجوده بمكان ما، لم أعد أطيق هذه الحياة، لم أعد أستطيع العيش، إنني أتألم بسبب ضعفي وعجزي، لا أستطيع أن أنصر نفسي! فكيف أنصر مظلوما؟ لا أملك القوة لأدافع، ولا الغنى لأساعد، ولا السلطة لأخدم، ولا الرأي لأقدم، لذلك أنا الآن وحيد وسط الظلام.
إنني أدعو الله بكل ما في استطاعتي ليعطيني القوة لأقف وأساعد وأحاول بأن أدافع، لكن طال انتظاري ولم أعد أطيق الانتظار أكثر، فقد مللت هذه الحياة التي لم أعد أطيق الحياة فيها أبدا، بعض الأحيان أتمنى لو أنني لم أوجد في هذه الحياة المليئة بالظلام والفساد والدمار والآلام والدموع والبكاء والأنين، سحقا للبشر المفسدين، إلا من رحم ربي، لم أعد أحتمل موت المظلومين وصرخاتهم، لم أعد أطيق الحياة أريد أن أموت أو أعود إلى اللاشيء.
أتمنى لو أنني صخره على قمة جبل بعيد عن البشر أعبد الله وأسبحه إلى أن يشاء الله، أريد منكم إخوتي أن تجدوا لي حلا، لم أعد أطيق الحياة أبدا لم أعد أحتمل العيش أكثر، فلتخبروني عن شيء يعيد النور لعيني أرجوكم!