السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في كلية الهندسة، تخرجي بعد سنة، في العام الأول في الجامعة لفتت نظري زميلة، أعجبت بخلقها الحسن، وطباعها الإسلامية، وشخصيتها القوية، وغيرها من الصفات التي طالما حلمت أن تتواجد في شريكة حياتي.
ليس لدي علاقات منذ الصغر مع البنات، ولا أي اختلاط، فقد تربيت تربية حسنة -بفضل الله-، وأنا ملتزم إلى حد ما، وأسعى لأن أكون أكثر التزاما، منذ العام الأول شغلت هذه الفتاة جزءا من تفكيري، وأصبح يزداد يوما بعد يوم، منذ الوهلة الأولى رغبت في طلب يدها وخطبتها في آخر عام دراسي.
مشكلتي حينما أخطأت، وهذا الخطأ فتح باب الوساوس التي سيطرت علي طيلة فترة الدراسة بالجامعة، ففي العام الثاني سولت لي نفسي أنه يجب إخبارها بما يدور بداخلي، وأرسلت لها رسالة كان مضمونها أنني أحبها منذ العام الأول، وأريد التقدم لها قبل التخرج، ولن أتحدث معها تماما حتى أتقدم لها، وبالفعل لم أتحدث معها، ورغم يقيني بأنها لن ترد على رسالتي، لا أدري لماذا أرسلت تلك الرسالة، ولكنني قرأت في عينها بأنها أساءت الظن بي، وأنني أذللت نفسي لها، ومع مرور الأيام أصبح الوضع عاديا.
كنت فعلا أفعل ما أخبرتها به، وفي نيتي أن أتقدم لها في العام القادم، وهي تعلم ذلك، ولكنني لا أعرف ردها، مشكلتي مع بعض الوساوس التي تشل تفكيري بقدر كبير، رغم أنني من أسرة بمستوى مادي جيد، وعندي شقة، ولكني أشعر بأنني لا أقدر على أمور الزواج، وعلى كثرة مصاريفه، وحين أتخرج كمهندس سيكون الراتب قليلا، ولن أتمكن من توفير المستوى الاجتماعي الذي تعيشه.
بعد التخرج مرحلة جديدة من حياتي، وبها الكثير من المتاعب لإيجاد فرص العمل، وغيرها من الترتيبات، وأنا أحب الاعتماد على نفسي تماما، فلا يجب أن أتزوج وأبي يساعدني في مصاريف بيتي، أشعر بضرورة الاستقرار المادي أولا، ثم أفكر في قالب الزواج، أشعر بأنني أقحمت نفسي بمشكلة كبيرة ويجب أن أوفي عهدي، ومن الصعب أن أجد مثل هذه الفتاه مرة ثانية، وربما يتأخر بي العمر لأجد مثلها، وأنا أود الزواج في عمر الشباب، كما نصحنا رسولنا الكريم، فذلك يغني عن الفتن، ويحافظ على الدين، ولكن الماديات عائق في بداية حياتي، ولا أريد أن أخسر الفتاة في نفس الوقت، ولما أخبرت أبي وأمي ووافقوا ورحبوا جدا.
مشكلتي في الوساوس وكثرة التفكير في المستقبل، وأعلم أن هذا من سوء الظن بالله، ولا أعلم كيف أتصرف!
أفيدوني، وشكرا.