السؤال
دخلت تخصصا لا أحبه ولا أطيقه، فهل أحول للتخصص الذي أرغب به، أم أستمر في التخصص الأول؟ علما أنني إذا تخرجت منه لن أمارسه مهما كانت الظروف.
دخلت تخصصا لا أحبه ولا أطيقه، فهل أحول للتخصص الذي أرغب به، أم أستمر في التخصص الأول؟ علما أنني إذا تخرجت منه لن أمارسه مهما كانت الظروف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: لا نريدك -أخي- أن تحزن أو يصيبك الهم أو الغم، فالأمر بسيط، وليس في التعليم شيء ضائع، ولاشك أن كل معلومة تتعلمها تزيل عنك جهلا، وحتما تفيدك في حياتك.
ثانيا: قبل أن تقرر الاستمرار من الانصراف نريدك أن تسأل نفسك عن الأسباب الحقيقية لعدم الرغبة، هل هي صعوبة المواد عليك؟ أم هي خيبة أمل من عدم إيجاد وظيفة مناسبة؟ أم موقف سلبي حدث معك لا تريد معه الاستمرار؟ إن تحديد السبب بدقة أمر هام جدا.
ثالثا: إننا ابتداء لا نحبذ لك تغيير تخصصك الذي دخلته، سيما إذا كنت قد قطعت شوطا فيه، فلا نريدك أن تهدر أيامك أو تضيع السنين ثم تجد حزنا بعد ذلك، لكن إن تيقن لك صعوبة الاستمرار في التخصص مع تيقنك مع عدم الجدوى، ووجود تخصص آخر تجد فيه ما غاب عن هذا التخصص، فلا حرج -أخي- أن تغير هذا التخصص، ولكن بالشروط التي وضعناها سالفا.
رابعا: لتستطيع اتخاذ القرار بصورة دقيقة نوصيك بأمرين:
1- أن تتشاور مع من سبقك وتخرّج في التخصص الذي أنت فيه، وكذلك بعض من تخرج في التخصص الذي تريد الرحيل إليه، فإن هذا يعطيك بعدا عميقا ويعينك على الاختيار الصحيح.
2- أن تستخير الله عز وجل قبل أن تفعل شيئا، فلا خاب عبد استخار ربه قط.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لكل خير، وأن يبصرك بما يرشدك إلى الحق، والله المستعان.