السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أريد من حضرتكم أن أستشيركم في حالة أخي، فهو في الـ 17 من عمره، وقد بدأت الحالة معه منذ أكثر من شهر، وبعض أعراضها: يشعر بأن أحدا ما يراقبه، يعتقد بأن من بالتلفاز يتحدث معه! التردد، القلق، الانطواء عن الناس، المشي ذهابا وإيابا، ولكن هذا بالليل فقط، النوم طويلا، البرود، ولا يضحك إلا نادرا.
في بداية حالته كان يسمع أصواتا لدرجة أنه يغمض عينيه بقوة، ولكنها ذهبت فجأة -الحمد لله- من دون علاج، لاحقا كان يشعر بأنه بعالم آخر، ولا يستطيع التركيز، تم تأجيل الفصل الدراسي؛ لأنه لم يستطع التركيز بالمذاكرة إطلاقا.
قبل أن نأخذه إلى الطبيب النفسي أخذناه إلى قارئ شرعي، وقال: إنها عين. وقد تحسن بالرقية، وقبل أسبوعين أخذناه إلى الطبيب النفسي، وقد شخص حالته بأنها نوبة انفصام بسيط، وعندما نتناقش معه ونقول له إن أوهامه غير حقيقية؛ يقول: إنني أعلم ذلك، ولكن لا أستطيع التحكم بنفسي.
هو الآن يأخذ عقاقير (zyprexa 5mg) وقد تحسن قليلا، ويذهب للمسجد -والحمد لله- ويدرك ما نقول، وعندما يتحدث معه الجيران يكون طبيعيا نسبيا، ولكن تحصل له نرفزة بسرعة، ويعلم أنه مريض، وقد سألناه: ما الذي حصل ليصبح هكذا؟ قال: إنه قد تعرض للتنمر في المدرسة المتوسطة. ولكنه لم يخبرنا بهذه المشاكل أبدا.
من الأسباب المحتملة لحالته أنه قد صدم بوفاة شقيقي قبل سنة بجلطة، ولم يبك كثيرا، وربما انكسر من الداخل، وهو نادم الآن لِم لم يبك؟
عندما نتحدث معه يقول: أريد أن أرجع إلى طبيعتي، ولكني لا أعرف. وكأنه ضائع، كان يعشق كرة القدم، وماهرا بها، ولكن قل اهتمامه بها، وأصبح محبطا جدا، ويلعب أحيانا ألعاب الفيديو مع صديقه، ويتحمس قليلا لكرة القدم، ولكن نرى الإحباط الشديد في وجهه.
أرجو التوضيح إذا ما كان هذا اضطرابا وجدانيا أم فصاما، ولكم جزيل الشكر.