السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين على هذا الموقع المفضل عندي؛ ولذا أستشيركم في مشكلتي التي تحتاج رداً بأقصى سرعة.

أنا سأدخل ثالث ثانوي، وأريد أن أحدد مستقبلي، ولكني محتار ماذا أختار؟ انا محتار بين علمي علوم، وعلمي رياضة، أهلي يقولون لي: ادخل علمي رياضة؛ لأنه أسهل من علمي العلوم، وأنا صليت استخارة أكثر من مرة، ومِلْتُ جداً للعلوم.

هل أختار علمي علوم؛ لأن الاستخارة مالت للعلوم؟ ولو اخترت علمي رياضة، مع أن الاستخارة رجّحتْ العلوم، فهل عليّ ذنب؟ أريد إجابة مفيدة؛ لأني على ضوئها سأحدد مستقبلي وحياتي.

وبوركت أعمالكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاعل خير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والاستخارة والاستشارة، ونبشرك بأنه لن يندم من يستخير ويستشير ويستعين بربنا القدير، وشكرًا لأسرتك على الاهتمام بمستقبلك ومشاركتك الرأي والقرار.

أرجو أن يعلم الجميع أن التخصص الناجح هو ما يحبه الطالب ويميل إليه، ودورنا كمستشارين وآباء وأمهات، ما هو إلا دور إرشادي، ونحن ننصح أبناءنا بأن يحسنوا الاستماع، ولكن لا نريد منهم أن يجاملونا على حساب ميولهم ورغباتهم، فنحن لا نريد مجرد النجاح فقط، ولكن نريد التميز والتفوق والإبداع.

وإذا كنت تميل إلى مجال معين، وحصل لك انشراح وارتياح بعد الاستخارة، فتوكل على الله وأكمل المشوار، ونحن سعداء؛ لأن كل اختياراتك جميلة، ونتوقع لك المستقبل الباهر بتوفيق القدير القاهر.

أرجو أن تعلم أن الاستخارة مهمة، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهي: طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، والإنسان إذا استخار ارتاح واطمأن؛ لأنه أدى ما عليه، ونال الأجر والمثوبة على اتباعه للسنة، ولكن لا لوم على من خالف ما توصل إليه بعد الاستخارة، كما أن الاستخارة تُفعل عند الحيرة والتردد، أما إذا عزم وحدد فعليه أن يتوكل.

وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بتنظيم الوقت، وبعدم تأخير واجب اليوم إلى الغد، واحرص على التفوق منذ البداية، واسأل ربك التوفيق والهداية.

نكرر سعادتنا بتواصلك، ويشرفنا أن نتابع مراحل تفوقك، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد.