السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 31 عاماً، غير متزوج، مريض بالقلق والوسواس القهري ولم أشف منه حتى الآن, وبسبب هذا المرض الذي أعاني منه أني كنت قد اتخذت قراراً بعدم الزواج لكون هذا المرض سبب لي آلاما وخوفاً وقلقا، ولا أريد أن أكون سبباً في نقل هذا المرض إلى أولادي, وبطبيعة الحال لا أنسي دور تربية والدي السيئة بعصبيته دائما ووسوسته، فدوره مقتصر على المصاريف التي يعطيها لنا، فلا نصيحة ولا تشاور ولا رأي فيما بيننا، بل زرع العصبية والخوف والشك فينا من صغرنا.
لا أظن أني أو أي أحد من إخوتي بكى في حضنه أو استشاره لأمر ما، فهو دائم المشاكل مع والدتي وإخوتي، وهذا كان ينتج عنه مشاكل بيني وبينه؛ مما جعلني كثيرا أدخل في مشاكل وجدال معه أوصلني إلى أن أحدثه بألفاظ لا تليق -سامحني الله- وهذا كان سببا آخر في عزوفي عن الزواج، فلا أريد أن أنجب أطفالا يسيئون لي كما أسأت أنا لوالدي.
ولكن يا سيدي الفاضل: جاء اليوم الذي اشتقت فيه إلى الزواج، وتقدمت لفتاة ورحبوا بي كثيرا، وقرأنا الفاتحة، ولكن يا سيدي لم أستطع أن أكمل مشوار الزواج بسبب القلق الشديد والتوتر من الزواج ومسؤولياته، والأعباء المادية -رغم أن أسرتي مرتاحة مادياً-، والوسواس الذي داهمني عقب قراءة الفاتحة.
سيدي: حاليا لا أشعر مثل أصدقائي بالحنين إلى تكوين أسرة ولا أدري لماذا؟
عندي شك عظيم في النساء، وتشكلت لدي قناعة بأنهن خائنات بالفطرة؛ وذلك لما أراه من ضحك ومزاح بين النساء العاملات وزملائهن من الرجال في العمل.
كثيرا ما أتساءل ما فائدة الزواج والأولاد غير المشاكل والمسئوليات؟ أقول لنفسي دائما طالما لا أعصي ربي فلا ضرورة للزواج ومشاكله ومسئولياته؟
عندي قناعة أراها منطقية: أني لو تزوجت سأندم كثيرا؛ لأن الزواج سيكون سببا في قلقي الشديد وخوفي ووسواسي، وطبعا هذه القناعة ليست من فراغ؛ لأنه بالفعل حين أقدمت على الخطوبة في المرة الأولى تعبت كثيرا، واستجبت للوسواس ولم أكمل، وأخشي لو تزوجت أن أستجيب للوسواس وأطلق زوجتي حتى أرتاح من عذاب الخوف والقلق والوساوس.
سيدي حقيقة في هذه الأيام أرى العمر يتقدم بي، وأفكر مرة أخرى أن أتزوج، لكن هل شخص بهذه المواصفات ينفع أن يكون زوجا؟ وهل أخبر من أنوي الزواج بها بحقيقة مرضي؟ وهل مرض الوسواس ينتقل بالوراثة؟
وأخيراً: هل ثمة فرق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي؟ وسبب طرحي لهذا السؤال هو أنني تعالجت لمدة 5 سنوات عند طبيب نفسي، وخلال تلك الفترة الطويلة لم يعطني الطبيب سوى أدوية فقط (انافرانيل، وبروزاك)، ولم يكلمني أبداً عن العلاج السلوكي، أو مثلا يكلمني عن دوري أنا في مقاومة الوساوس كتحقيرها وتجاهلها وعدم الاستجابة لها، وغيرها من الوسائل التي دائما تذكرها أنت في ردودك.
حقيقة تجربة ال 5 سنوات مع الأدوية جعلت عندي انطباعا سيئا عن الأدوية؛ لأنها لم تأت بنتائج مرضية، هذا فضلا عن أعراضها الجانبية من: رعشة، ونوم كثير وتثاؤب، ومن ثم عندما تعبت مرة أخرى وذهبت لطبيب آخر وأعطاني أدوية مرة أخرى لم أستطع إلى الآن أخذ الأدوية.
حقيقة أنا أستغرب من الأطباء النفسيين الذين يجعلون من المريض حقل تجارب لأدويتهم دون إرشاده إلى الطريق الأخرى التي تذكرها حضرتك دائما.
وختاماً: أسأل الله أن يبارك فيك ويحفظك، حقيقية أنا أحبك في الله، وشكرا لك، وجزاك الله خيرا.