السؤال
أختي تعاني من مرض الفصام, مع العلم أن المرض وراثي, فكان أبي يعاني منه, وعددنا أربعة - ابنان وبنتان - وجاء لها مرتين بعد التخرج من الجامعة، عندما حاولت العمل في إحدى الوظائف, وكانت بعمر 22 سنة, وكانت تتخيل أشياء غير موجودة, وكلامًا يقال - ولا أحد يقوله - وحاولت الانتحار ومنعناها, وكانت دائمًا تجري على الشباك ونلحقها, ثم دخلت الحمام وشربت "فنيك" ثم ذهبنا بها للطبيب النفسي فقام بعلاجها, وتزوجت, وأنجبت ثلاثة أولاد – أكبرهم بعمر 16سنة – وكنا خلال هذه الفترة نحاول أن نرضيها بأي شكل, ولكنها شكاكة جدًّا, ومهما تجنبناها فإنها تثير المشاكل - خاصة معي؛ لأني قريبة من أمي جدًّا - فابتعدت عن أمي من أجل أن ترتاح, ولا فائدة, فالشك عندها يزيد، وكذلك الغيرة, فهي تغار مني ومن أولادي.
علماً بأنها دائمًا تضحك وتمزح, وأنا لا أعرف كيف أتعامل معها, وحدثت لها انتكاسة شديدة منذ سنتين, وكانت على وشك الانتحار, ولم يكن يعجبها أحد, وكانت تشك في كل الناس, ودخلت مصحة لمدة شهرين ثم خرجت, وأنا أحس أنها الآن في حالة من التقلب, ومن ناحيتي فأنا أصغر أخواتي, وأنا وأخي الكبير لم نصب بهذا المرض, ولكن أخي الأوسط أصيب بمرض الفصام عندما تخرج من الكلية, وقد كان أكثر شخص اجتماعي متكلم فينا, وشفي منه خلال سنة, فأريد منكم طمأنتي هل للوراثة دور في هذا المرض؟
أنا لا أعرف كيف أتعامل مع أختي, فهي كثيرة المشاكل, وكثيرة الشك, ولا شيء يعجبها, ولا تصدق أحدًا, مع أني أحاول التقرب منها, ولكن وجدت أن البعد أفضل من أجل نفسيتها, لكن هذا لا يعجبها أيضًا, ونقلت الصفات غير المرغوب فيها لأولادها, فوجودنا معًا - حتى لو كان على فترات - تحدث فيه مشاكل, وأسكت عن أخطاء كثيرة لأرضيها, ثم ترجع لتشتكي من صمتي, وأخاف أن أواجهها حتى لا تمرض.
أنا في هذه الحيرة منذ 19 سنة, والأولاد بدأت تكبر, ولا أعلم ماذا أعمل؟ فأرجو منكم الرد, وهل هناك احتمال أن أصاب بهذا المرض أو أن يصاب أولادي؟ وكيف أتجنب هذا المرض؟
من فضلكم ساعدوني, وماذا أفعل؟ لأني بسبب أختي - الله يشفيها - بعدت عن أمي, ودائمًا أفكر أن أساعدها, وكنت قبل زواجي معها دائمًا, أساعدها في بيتها, وفي تربية صغارها عن حب, ولكني تحملت كثيرًا من اللا شعور المقابل.
أنا الآن وصلت لمرحلة عصبية شديدة, ولا أستطيع أن أتحمل ما كنت أتحمله من قبل, فأنا أحبها, ولكنها – وللأسف - فقدت معنى الحب, وكانت تتألم من اقتراب أمي مني, فابتعدنا عن بعضنا جدًّا؛ لنرضيها, وأصبحت أمي تتقرب منها لإرضائها, ولا أعرف ماذا أعمل؟
أسأل الله أن تنتهي الأمور على خير, ولكم جزيل الشكر.