السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أختكم في الله تعاني من حيرة شديدة سببها أنه تقدم لخطبتي رجل ملتزم وعلى خلق، وأهله طيبون ولم أر منهم إلا الخير، ووافقت عليه رغم أني لم أرتح في البداية بسبب كونه أصغر مني سناً، وهو أمر لم أتقبله ولكني تغاضيت عنه وقلت الأهم الأخلاق، استخرت الله كثيراً ولم أجد في نفسي أي قبول لهذا الرجل، وقضيت أغلب رمضان في الدعاء أن يلهمني الله الصواب.
الرجل لا يعاب، ولكني لا أستطيع تحمل فكرة أن يجمعنا سقف واحد، ضغطت على نفسي وقلت: هي وساوس من إبليس، وطلبت من الخاطب أن يدعو الله لي في أطهر بقعة في الأرض –مكة- وما ازددت إلا نفوراً، وأخبرته أني لا أحمل له أية مشاعر، تعلق بي جداً وأحبني وقرر أن نمنح أنفسنا فرصة أخرى فوافقت والقلوب بيد الرحمن، دعوت ربي ليل نهار واستخرت عشرات المرات ولا شيء سوى النفور التام من هذا الرجل، وتحصل بيننا شجارات كثيرة بسبب عدم توافقنا، أحس أنه من عالم وأنا من آخر، لا أفهمه ولا يفهمني ولا أعرف ما العمل.
خلاصة الأمر دعوت ربي أن يفرج همي فكلما اقترب موعد الزواج أموت هماً، حتى أني كنت أدخل إلى موقعكم وأقرأ الاستشارات من بعض من سألن: هل الحب ضروري قبل الزواج؟ وكنت أقرأ ردود الشيوخ أنه ليس مهماً وأنه يأتي بعد الزواج، بعد كل استشارة أقرؤها من هذا النوع أصاب بانهيار عصبي وأبكي من قلبي، يا رب لا أستطيع التحمل، لا أريده زوجاً، انتهى الأمر بفسخ خطوبتي وجاء الأمر من عنده بعد خصام كبير بيننا، وتنفست الصعداء وشعرت أني قد ولدت من جديد، وأنه منحت لي فرصة أخرى كي أدعو ربي أن يرزقني بمن يرتاح له قلبي ،هو -ولله الحمد- رزقه الله إنسانة أخرى عوضته عن ما لاقاه مني بدون قصد، وفرحت بذلك وحمدت الله عليه لأني كنت أدعو له.
والآن تأتيني أفكار أني عصيت الله بفعلي، وأنه كان يجب أن أصبر، وأني رفضت نعمة من الله لأنه رجل ملتزم إلى حد ما، أناشدكم أن تخلصوني من حيرتي، هل علي ذنب إن رفضت خطيباً لأني لم أرتح له؟ هل لو كان فيه خير لي سأشعر بكل هذا النفور؟ هل سيحاسبني الله على رفضي؟ ما قول الله ورسوله في هذا الأمر؟
مع العلم أني متأكدة لو تزوجته لن أسعده ولن أسعد نفسي لأني لا أتصور أن أكون له زوجة أو أن أحمل منه، صدقوني هو أمر خارج عن إرادتي تماماً، وأسأل الله أن لا يكون علي إثم في ما قمت به.
جزاكم الله خيراً.