السؤال
السلام عليكم
أخي تجاوز سن الـتاسعة والأربعين، ويحتل مركزًا مرموقًا، لكنه لا يرغب في الزواج، ويتعلل بأن الوقت قد فات، كان هدفه الأساسي هو الزواج في سن مبكرة لتكوين أسرة، ويرى الآن أن هذا الهدف قد ضاع، فهو يقول: "ماذا سأستفيد من ركوب قطار آخر للحاق بموعد هام قد فاتني؟ فالهدف هو الوصول للموعد، وليس مجرد ركوب القطار" ويرى أن تكوين أسرة في هذا العمر يعد ظلمًا لأبنائه، حيث سيكون عمره متقدمًا، وكذلك من سيختارها للزواج ستكون في سن متقدم أيضًا، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التفاهم، أو تحمل الطباع المختلفة.
كما أصبح يرى الزواج كصفقة خاسرة، ويشعر بالراحة في وحدته، بعد تعوده على كسر شهوته بالصيام، ومواظبته على العبادات، ولم ينغمس في أي علاقات مشبوهة، ولله الحمد.
لقد حاولت مساعدته ورشحت له أكثر من زوجة، سواء كانت بكرًا أو ثيبًا، أو حتى أرملة لديها أطفال، على أمل أن يكسب الأجر في كفالة الأيتام، ولكنه يرفض ذلك رفضًا قاطعًا.
أخي كان قد حاول الزواج في شبابه، لكنه واجه مشاكل مادية خارجة عن إرادته، تسببت في تأجيل الزواج، كما قضى 20 عامًا يراعي والدتنا المريضة بالزهايمر، حتى توفاها الله، ورفض أن يضعها في دار رعاية، أو يستعين بأي طرف خارجي لرعايتها.
أشعر بأن كل هذه الصعوبات قد جعلته شخصًا بلا مشاعر، حيث تعمد قتل عواطفه، ونجح في ذلك، لقد دعوت الله له كثيرًا، بما في ذلك أثناء تواجدي في الحرم المكي، وطلبت من الصالحين أن يدعوا له، ولكنني الآن في حيرة، ولا أعلم ماذا أفعل!