السؤال
السلام عليكم
أنا مصاب بمرض الفصام (الذهان) أو ما يسمى بالشيزوفرنيا، وقد عرضت نفسي على طبيب متخصص، فكتب لي دواء أولابكس وديباكين، واستمررت عليهما لمدة سنة، ثم تم تغيير العلاج إلى أولابكس وفلوزاك ودوجماتيل لعدة أشهر، ثم تم تغيير العلاج إلى أولابكس وفافرين لمدة شهرين، والآن أتناول الأولابكس فقط نصف قرص مساءً، فقد أوقفت والدتي دواء الفافرين من نفسها دون استشارة الطبيب.
وأما عن هذا المرض وهو الفصام الذي يجعل المريض يشعر بأنه مضطهد من الناس، فأنا لا أكترث له كثيرًا، وأعتقد أنني -والحمد لله وحده- لم أعد أشعر بهذا الإحساس أبدًا، ولكن ما يضايقني كثيرًا هو أني أنام كثيرًا حوالي 12 ساعة يوميًا، ولعل السبب يرجع إلى أنه ليس لدي أي شيء يحمسني في الحياة.
تركت الأصدقاء بعد أن كان لدي الكثير منهم، وتركت ممارسة الرياضة بعد أن كنت متفوقًا في لعب كرة القدم، والسباحة، وتركت أيضًا ألعاب الحاسوب بعد أن كنت متفوقًا فيها، تركت كل شيء في الدنيا قد يعطلني عن السير إلى الله والدار الآخرة، نعم أعلم أنه لا تعارض بين هذه الهوايات، وبين عبادة الله، ولكني أريد أن يستعملني الله عز وجل على ثغر العلم الشرعي، ولن يستقيم هذا إلا بترك هذه الفضول من المباحات، فأنا أشهد الله أني قد وهبت نفسي لعبادة الله عز وجل، وطلب العلم الشرعي الذي نفعه متعدٍ كما تعلمون، واخترت هذا المجال بالذات؛ لأنهم قليلون في الأمة من يقومون به.
نعم هنالك الكثير ممن يدعون إلى الله، ولكن أين من يؤلفون كتبًا في علوم الشريعة ينتفع بها الناس، أين من يدرسون علوم الشريعة من عقيدة وفقه وتفسير وحديث ولغة وغيرها، نعم موجودون لا شك، لكنهم قلة، وأنتم معشر الأطباء تقومون على ثغرة، ولكن أين من يقوم على ثغر العلم الشرعي الصرف، إنهم قلة قليلة.
وكما قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ: "فأين علم الحديث، وأين أهله كدت ألا أراهم إلا في كتاب، أو تحت التراب"، فما أريده منكم أن تتفضلوا علينا بذكر طريقة فعالة وعملية ومجربة لجعل الدراسة والمذاكرة وعبادة الله أمرًا ممتعًا، يجعلني أستيقظ له، وأتحمس له، وأحب الحياة من أجله، ولا أنام هربًا منه.
لدي الأهداف وأنا مؤمن بأنها سهلة -إن شاء الله-، والله سيعطيني إياها إن صدقت معه، ولكني للأسف لا أسعى لتحقيق هذه الأهداف، وأنام كثيرًا وعندما أكون مستيقظًا، فإنني أضيع وقتي في الضحك واللعب والكلام مع أشقائي في المنزل، أريد أن أكون جادًا، أريد أن أعمل طوال اليوم.
أريد أن أكون من عباد الله المخلصين، ومن علماء الإسلام الجهابذة العاملين كشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، والإمام النووي وغيرهم، ساعدوني ساعدكم الله.