السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد الاستفسار عن مفهوم القضاء والقدر، فعندما أتعمق به أشعر بالحيرة، وأنهي تفكيري بلا إجابة، ولا أخلص إلى أي نتيجة، فمثلاً: المرض مكتوب، ولحظة الشفاء مكتوبة، فهل الدواء والطبيب والدعاء مهزلة إذا كانت كل حياتنا مكتوبة؟ فلم العمل والسعي؟ وإذا كان الرزق لن يتغير فلم التماوت من أجل الحصول على المال؟
أحياناً ننغص معيشتنا، ونحرم أنفسنا من متاع الحياة لنعمل ونحصل على المال، فهل نضحك على أنفسنا؟ ولم يسع الرجل للزواج بامرأة صالحة إذا كتبت له زوجة سيئة وكذلك المرأة؟ ولم ولم ولم؟
أما إن كان مفهوم القدر أنه علم الله المسبق للأشياء؛ فهذا أقرب للعقل؛ لأنه تعالى يعلم أن فلاناً سيسعى لرزقه، وفلانة ستختار هذا لدينه وغير ذلك.
وكيف نقول لفتاة أو لشاب: أحسن اختيارك إذا كان زواجه مكتوباً قبل ولادته؟ لا أستطيع إقناع نفسي بهذا أبداً، أرجو التوضيح، وأتمنى أن أكون وفقت لاختيار المفردات التي تعبر عن حيرتي؛ حيث إن تجاهل الأمر بالنسبة لي مستحيل؛ لأنني يجب أن أحدد إذا كان الله سيستجيب لدعائي أم أنه إذا كتب لي هذا الرزق فقط أحصل عليه دعوت أو لم أدع، سعيت أو لم أسع.
وإذا كان الرزق محدوداً فلم أجد الثلاثة من الصحابة الذين قال لهم الرسول الأكرم أن يدعوا الله فهم مجابو الدعوة، لا أذكر التفاصيل ولكن أحدهم دعا بالزواج من فتاة معينة وتزوجها، فهل هي مكتوبة له أم أنه لو لم يدع ما تزوجها؟ والثالث الذي طلب مرافقة الرسول بالجنة هل سيدخل الجنة لأنه دعا أم لأنه كان ذا عمل صالح يدخله برحمة ربه؟
أعتذر كثيراً للإطالة، وأرجو أن تكون الإجابة واضحة ومفصلة، وشكراً.