[ ص: 621 ] ثم دخلت سنة تسع عشرة وأربعمائة
فيها وقع بين الجيش وبين جلال الدولة ، ونهبوا دار وزيره ، وجرت أمور طويلة آل الحال فيها إلى أنهم اتفقوا على إخراجه من البلد ، فهيئ له زبزب رث ، فخرج وفي يده طبر نهارا ، فجعلوا لا يلتفتون إليه ، ولا يفكرون فيه ، فلما عزم في الركوب في ذلك الزبزب الرث رثوا له ورقوا عليه ، فجاءوا إليه ، وقبلوا الأرض بين يديه ، وانصلحت قضيته بعد فسادها .
وفي هذه السنة قل الرطب جدا بسبب هلاك النخل في السنة الماضية بالبرد ، فبيع الرطب كل ثلاثة أرطال بدينار جلالي ، ووقع برد شديد أيضا فأهلك شيئا كثيرا من النخل أيضا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ولم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل الديار المصرية في هذه السنة ، إلا أن قوما من خراسان ركبوا في البحر من مدينة مكران فانتهوا إلى جدة فحجوا ، رضي الله عنهم ورحمهم بمنه وكرمه .