[ ص: 521 ] ذكر تخريب قمامة في هذه السنة
وفيها العبيدي بتخريب الحاكم كنيسة القمامة من أمر بيت المقدس وأباح للعامة ما كان فيها من الأموال والأمتعة وغير ذلك ، وكان سبب ذلك ما أنهي من البهتان الذي يتعاطاه النصارى في يوم الفصح من النار التي يحتالون لها ، بحيث يتوهم الأغمار من جهلتهم أنها نزلت من السماء ، وإنما هي مصنوعة بدهن البلسان في خيوط الإبريسم الرفاع المدهونة بالكبريت وغيره ، بالصنعة اللطيفة التي تروج على الطغام منهم والعوام ، وهم إلى الآن يستعملونها في ذلك المكان بعينه . وكذلك أمر بهدم عدة كنائس في هذه السنة ببلاد مصر ، ونودي في النصارى بمصر : من أحب الدخول في دين الإسلام دخل ، ومن لا يدخل فليرجع إلى بلاد الروم آمنا ، ومن أقام منهم على دينه فليلتزم بما شرط عليهم من الشروط التي زاد فيها على العمرية ، من تعليق الصلبان على صدورهم من خشب زنة الصليب منهم أربعة أرطال ، وعلى اليهود تعليق رأس العجل زنته ستة أرطال ، وفي الحمام يكون في عنق الواحد منهم قربة زنة خمسة أرطال ، وأجراس ، وأن لا يركبوا خيلا . ثم بعد هذا كله أمر بإعادة بناء الكنائس التي هدمها ، وأذن لمن أسلم منهم في الارتداد إلى دينه ، وقال : ننزه مساجدنا أن يدخلها من لا نية له . قبحه الله تعالى .