قد تقدم أنه تمالأ هو وجماعة من الأمراء على قتل أبيه ، وحين قتل الخليفة المتوكل بويع له بالخلافة في الليل ، فلما كان الصباح من يوم الأربعاء رابع شوال أخذت له البيعة من العامة ، وبعث إلى أخيه المعتز فأحضره إليه فبايعه المعتز ، وقد [ ص: 457 ] كان المعتز هو ولي العهد قبله ولكنه أكرهه فسلم وبايع . فلما أخذت البيعة له كان أول ما تكلم به أنه اتهم الفتح بن خاقان على قتل أبيه ، وقتل الفتح أيضا ثم بعث البيعة له إلى الآفاق .
وفي ثاني يوم من خلافته ولى المظالم لأبي عمرة أحمد بن سعيد ، مولى بني هاشم ، فقال الشاعر :
يا ضيعة الإسلام لما ولي مظالم الناس أبو عمره صير مأمونا على أمة
وليس مأمونا على بعره
وفي ذي الحجة من هذه السنة أخرج المنتصر عمه علي ابن المعتصم من سامراء إلى بغداد ووكل به .
وحج بالناس محمد بن سليمان الزينبي .