قال : ابن إسحاق فروة بن عمرو الجذامي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه ، وأهدى له بغلة بيضاء ، وكان وبعث فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب ، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام . فلما بلغ الروم ذلك من أمر إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم فقال في محبسه شعرا على قافية النون وهو ستة أبيات :
طرقت سليمى موهنا أصحابي والروم بين الباب والقروان صد الخيال وساءه ما قد رأى
وهممت أن أغفي وقد أبكاني لا تكحلن العين بعدي إثمدا
سلمى ولا تدنن للإتيان ولقد علمت أبا كبيشة أنني
وسط الأعزة لا يحص لساني فلئن هلكت لتفقدن أخاكم
ولئن بقيت لتعرفن مكاني ولقد جمعت أجل ما جمع الفتى
من جودة وشجاعة وبيان
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها مشذبة أطرافها بالمناجل
أبلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي